آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-08:37ص

خيار النصر و كسر العظم للكهنوت

الجمعة - 07 أكتوبر 2022 - الساعة 11:30 ص

مقبل سعيد شعفل
بقلم: مقبل سعيد شعفل
- ارشيف الكاتب


منذ أن تسلم مهامه وزيرًا للدفاع ، الفريق الركن محسن محمد الداعري ، وضع نصب عينيه  و أعدَّ عدته ، للتخطيط لمعركة الحسم ضد الانقلابيين الحوثيين كون الرجل يعرف هذه الجماعة المتمردة أكثر من غيره عن تجربة عاشها معهم منذ أن كان قائدّا لأحد أهم الألوية التي قاتلت المتمردين الحوثيين ، و أذاقتهم شر الهزائم في عقر دارهم .

الكل يعلم أن وزير الدفاع الداعري كثيرّا مايشير إلى نقض الحوثيين للعهود ،و عدم الالتزام بها ،أو تنفيذ أي اتفاق يوقعونه ، لذلك كان وزير الدفاع شديد الحذر منهم ، وهو يلتزم وينفذ توجيهات قيادته السياسية ، و العسكرية العليا ممثلة بالدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي ، و نُوَّابه الكرام ، و بكل شروط ، و متطلبات الهدنة الإنسانية ، على الرغم من كلِّ الخروقات التي قامت بها الجماعة الحوثية في ظلِّ الهدنة الأممية ، و ما خلفت من ضحايا ، و جرحى ، و خسائر مادية ، و بشرية ،الا ان الحكومه الشرعية، و القوات المسلحة ، و كلُّ التشكيلات العسكرية ، و المقاومة الوطنية مارست أعلى درجات ضبط النفس ، من أجل التخفيف من معاناة اليمنيين بسبب ما أحدثته الحرب المدمرة التي أشعلتها المليشيات الحوثية ضد الشرعية المعترف بها دوليًا منذ دخولها العاصمة صنعاء ، و الاستيلاء بقوة السلاح على مؤسسات الدولة ، و مع كلِّ الدعوات المسؤولة التي وجهها المجلس الرئاسي منذ اليوم الأول لتسلمه مهام قيادة البلد بعد نقل السلطة من الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي ، و نقل صلاحياته لمجلس القيادة الرئاسي ، و دعوتهم المتمردين الحوثيين إلى الجنوح للسلم ، و تغليب مصلحة الوطن ، و الشعب ، و اعتماد الحوار بديلًا عن العنف ، و الحرب ،

 و لكن لم تزدهم هذه الدعوات المسؤولة من قيادة الشرعية للحوار , و السلم إلا تعنتًا ، و غطرسة ، و في سياق الجهود الاقليمية ، و الدولية كانت الهدنة الأممية الأولى ، و تمديدها ، و قدم المجلس الرئاسي ، و الحكومة الشرعية كثيرًا من التنازلات انطلاقًا من الشعور بالمسؤولية الكبرى تجاه الشعب اليمني كلِّه الذي أوشك على الهلاك خلال ثمان سنوات معيشيًا ، و إنسانيًا بسبب ما خلًَفته الحرب من دمار ، و ضحايا ، و مآس ٍ في كل يوم ، و في عموم البلاد ، و بعد كلِّ هذه التنازلات من الحكومة الشرعية ، و في تحدٍّ صارخ ، و مستفز ، و متعجرف لكلِّ الجهود المحلية ،والاقليمية ، والدولية ، و الأممية تعلن الجماعة الحوثية رفضها التام لتمديد الهدنة الأممية ، و تهديدها بضرب المنشآت الحيوية ، و خطوط الملاحة الدولية ، و من هنا كان التحرك سريعًا من قبل وزير الدفاع ، و رئيس هيئة الأركان العامة للقاء بقائد القوات المشتركة لمناقشة الأوضاع العسكرية على الأرض ، و تنسيق الجهود لمواجهة تهديدات المتمردين الحوثيين في حرب إن فرضت على الشرعية ستكون غير الحروب السابقة ، فالقوات المسلحة ، و كل التشكيلات العسكرية ، و المقاومة في جميع الجبهات في أعلى درجات الجاهزية القتالية ، و المعنوية بعد أن تأكد لهم ، و للمجتمع الدولي ، و العالم أن هذه الجماعة المتمردة تريد أن تحكم اليمنيين بالخرافة السلالية ، و تسلط نفسها على رقابهم بالحرب ، و العنف ، و لا تعترف بشيء اسمه الحوار ، و السلام ، و حينما يدرك كلُّ الشرفاء من أبناء الوطن أن الحوثي يريد أن يسلبهم حقهم في الحياة الحرة ، و العيش بكرامة سيهبون بلا تردد خلف قيادة الوطن المتمثلة بالمجلس الرئاسي ، و الحكومة ، و قيادة الجيش في معركة كسر العظم للكهنوت الجديد من أجل استعادة الدولة ، و العاصمة ، و الانتصار لتضحيات آلاف من الشهداء ، و الجرحى الذين صُنعت من دمائهم الزكية ِ الجمهوريةُ ، و الحريةُ ، و العدالةُ بعد قرون من حكم المستبدين العنصريين ، و بكل تأكيد فإن معركة كسر العظم للكهنوت السلالي هي حرب لن يكون للشعب فيها خيار غير النصر ، و النصر وحده هو هدف كلِّ اليمنيين