آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-02:05ص

صناعة الوعي

الأربعاء - 28 سبتمبر 2022 - الساعة 01:33 م

عمر محمد السليماني
بقلم: عمر محمد السليماني
- ارشيف الكاتب


الوعي باختصار هو معرفة ما يحيط بالإنسان من أشياء وأفكار والقدرة على "التعلم والتمييز".

ما يميز عصرنا هو تطور وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت المسيطرة على "صناعة الوعي"، وهنا الخطورة.

ذكر المفكر السعودي إبراهيم البليهي: "ان المعلومة السابقة اي الأولى" تحتل العقل"، سواء كانت صحيحة أم كذب وخداع. هنا يأتي دور "الوعي" القدرة على "التمييز" بين المعلومة الصحيحة والمغلوطة للحماية من "الاستعباد" الثقافي.  

نوع جديد من الإحتلال تمارسه القوى العظمى للسيطرة على البلدان وثرواتها من خلال ما عرف بالقوة "الناعمة" أو الجيل الرابع من الحروب. بالسيطرة على ثقافة الشعوب "صناعة الوعي" أو كما وصفه المفكر البليهي احتلال العقل. وهذا أخطر من إحتلال الأرض، لأنه يكون أقرب للعبودية.

تختلف قدرات الشعوب في المقاومة للاحتلال "الفكري"، حسب ما تعاني من الجهل. أجمل وصف للجهل "الجديد" هو ما ذكره المفكر العالمي البارز الفين توفلر: "جهالة القرن الواحد والعشرين لن يكون الشخص الذي لا يجيد القراءة والكتابة، بل الذي لا يستطيع التعلم والتمييز لنبذ المعلومات المغلوطة، والتعلم من جديد".

وهذا مصداق للحديث المشهور عن السنواتٌ الخدّاعاتٌ حيث "يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ".

هنا يتضح حاجتنا للوعي الصحيح، للقدرة على" التمييز" بين الغَثِّ والسمين، والحق والباطل.

ما يحدث في اليمن من "احتلال" للعقول. قد يبدو واضحاً في شمال اليمن لارتباطه بايدلوجية مذهبية. بينما في الجنوب مرتبط بمصالح خارجية، تسعى لاحتلال العقل واستعماره بثقافة "توجهه" ديني أو سياسي لخدمة هذه المصالح. غالباً ما تكون هذة الثقافة مغلوطة وملبسة بشعارات وطنية زائفة.

وأخطر مظاهر هذه الثقافة "صناعة الوعي" الذي يسوق لنا في اليمن هو العنصرية المذهبية والجهوية والسياسية، نتائجها التعصب وعدم قبول الآخر، يؤدي إلى فرض السيطرة عن طريق القتال والحروب الأهلية.

حرر عقلك.