آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-08:35ص

عن إيقاف الحرب: [حلًا لحل يستحيل تحقيقه]..!

الخميس - 22 سبتمبر 2022 - الساعة 12:39 م

سامي الكاف
بقلم: سامي الكاف
- ارشيف الكاتب


 

 

هل صحيح يمكن للحرب في اليمن أن تتوقف بعد استمرارها كل هذه السنوات الفائتة في ظل أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم وفق تقارير صادرة عن الأمم المتحدة؟

نحن جميعًا أمام حقيقة تفيد بأنه لا مفر من وقف #الحرب في اليمن على نحو واضح ومحدد وقاطع؛ وإلا ستعود من جديد.

لكن هل قرار وقف الحرب في اليمن يتعين أن يأتي من طرف واحد؟

لماذا قرار وقف الحرب لا ينبغي أن يأتي من طرف واحد؟

ما الذي ينبغي أن يحدث بعد أن يتفق أطراف الحرب كافة على اتخاذ قرار بوقفها؟

من هم أطراف الحرب كافة الذين يقع على عاتقهم اتخاذ قرار وقف الحرب في اليمن؟

بدون شك إنَّ الأمنيات بوقف الحرب - وإن بدت حسنة - شيء؛ والواقع الصادم والمُحبط على الأرض شيء آخر تمامًا.

ومع ذلك؛ نكرر مرة أخرى بعد المليون، لا مفر من وقف الحرب في اليمن على نحو واضح ومحدد وقاطع؛ بحيث يضمن أو يقود هذا القرار إلى دفع أطراف الحرب/الصراع كافة إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى حل سياسي شامل وعادل ومستدام يحول دون تكرار أخطاء الماضي خصوصًا في ظل جماعات أثبتت السنوات الفائتة انها والحوار نقيضان لا يجتمعان، ولا يمكن لها أن تتواجد وتعتاش إلا من خلال إقصاء الآخر المغاير، ولكي يتحقق ذلك أي عدم تكرار أخطاء الماضي، يتعين أن يتم مناقشة كل الأمور بشفافية مطلقة تستند إلى رغبة حقيقية تضع في حسبناها أن الحل السياسي الشامل والعادل والمستدام لا يمكن بلوغه في حالة إقصاء طرف أو أطراف لصالح طرف أو أطراف أخرى.

في ١٦ مارس ٢٠١٨ كنتُ كتبت مقالًا كخارطة طريق بعنوان : (مرحلة ما بعد الحرب ومتطلباتها هي الأكثر أهمية على الإطلاق) يتحدث عن أسس وشروط نجاح أي عملية سياسية تفاوضية لعلها تساعد الأطراف المتنازعة في اليمن في فهم وادراك خطورة ما يحدث؛ لكن الوضع الصعب وخطورته استمر على ماهو عليه، بل وازداد صعوبة وتعقيدًا.

يشير كتاب #يمنيزم الصادر نهاية العام الفائت ٢٠٢١، على نحو جلي ودقيق و لا يحتمل اللبس، إلى ما يلي:

"١- الدولة لا يمكن لها أن تقوم عن طريق استثناء طرف أو أطراف لطرف أو لأطراف أخرى، كما أن الإرادة الشعبية الجمعية لا يمثلها طرف دون طرف، ولا يمكن احتكارها من قبل طرف على حساب طرف أو أطراف أخرى.

٢- أي توجه لقوة، أو لقوى تريد أن تنفرد بالحكم على حساب قوة أو قوى أخرى، توجه لا مستقبل له، وهو ما سيقود الجميع من جديد إلى مربع صراع تناحري، أشد وطأة من سابقه؛ إذ هو في هذه الحالة توجه، يقوم على إقصاء الآخر، حتى لو بدا في نظر من يعتقد أنه الأقوى هو الحل الوحيد له، ذلك أنه ببساطة يجتر من تجارب الماضي الفاشلة؛ ليعيش وفقها حاضرًا، ويريد فرضها على الجميع كعنوان للمستقبل".

يتعين أن تدرك وتعي الأطراف المتصارعة في اليمن كل ما جاء بعاليه؛ بل وعليها أن تقدّم نفسها بوصفها فعلًا مُدركة وواعية بمتطلبات إنهاء الحرب وبالتالي السير قدمًا باتجاه الوصول إلى حل سياسي شامل وعادل ومستدام، أو يبقى الوضع على ما هو عليه و[يتم اعتباره حلًا لحل يستحيل تحقيقه]..؟!