آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-08:53م

عن ٢١ سبتمبر: تداعيات مستمرة لا تنتهي!

الأربعاء - 21 سبتمبر 2022 - الساعة 04:09 م

سامي الكاف
بقلم: سامي الكاف
- ارشيف الكاتب


‏من الصعب أن تفهم الجماعة الحوثية، كحركة دينية إقصائية، أن الوطن ليس هي، ولا يمكن أن يكون لها وحدها، شأنها في ذلك شأن الحركات الدينية الأخرى.
جميع هذه الحركات/الجماعات الدينية تختزل الوطن في ذواتها، المنغلقة على نفسها، وفق مقاييس خاصة بها؛ وتعتقد أن على الجميع أن يخضع لها وفق هذه المقاييس.
لنتذكر أنه "بحلول صباح ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ سيطر المسلحون الحوثيون على مقر جامعة الإيمان ومقر الفرقة الأولى مدرع والقيادة العامة للقوات العسكرية بالإضافة إلى عدد من المؤسسات التابعة للدولة وعدد من المقرات التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح ومنازل قادتهم (واختفى علي محسن الأحمر من المشهد دون ترك أي أثر). 
وظهيرة نفس اليوم أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة استقالته من منصبه. وفي المساء - بعد أن استكملوا سيطرتهم على صنعاء - حضر ممثلون للحوثيين إلى دار الرئاسة فقد كان بانتظارهم الرئيس عبدربه منصور هادي، والمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، وممثلو الأحزاب السياسية؛ للتوقيع على مبادرة سياسية جديدة". (من كتاب #يمنيزم). 
إنَّ ‏الحوثية وغيرها من [الحركات/الجماعات الدينية] دائمًا ما تُفصّل الوطن وفق معيار (ديني-سياسي) خاص بها وإن أختلفت التفاصيل، وتقف جميعها في نهاية المطاف ضد قيام مشروع دولة مدنية حديثة يفصل دستورها السياسة عن الدين. هذا هو الأساس؛ الباقي تفاصيل وتداعيات مستمرة لا تنتهي.
لا يمكن لأي جماعة/حركة دينية أن تدعو إلى قيام دولة مدنية حديثة حاضنة لكل الناس بغض النظر عن معتقداتهم الدينية والسياسية والفكرية أو ألوانهم أو أجناسهم أو أعراقهم أو لأية أسباب أخرى. 
"كل الجماعات الدينية، خصوصاً المتشددة منها، تقدّم ذواتها بشكل متطرف لا يقبل التعايش مع الآخر المغاير، و تنخرط - في ما بينها من جهة وبين الجماعات المدنية التقدمية من جهة أخرى - في صراع دائم بين حكم يستمد قوته من القانون المدني وتشريعات الدولة وبين حكم يستمد قوته من القانون الإلهي وكتاب الله". (من كتاب يمنيزم). 
وفق ما تقدم بعاليه؛ فإنّ الجماعة الحوثية - كحركة انقلابية تقوم على أساس ديني - لا تؤمن بأي جهود من شأنها أن تقودها إلى حوار مع الآخر المغاير، لأنها في طبيعة تكوينها البنيوي تتواجد وتعتاش من خلال الإقصاء لتبقى وحدها وحيدة لا شريك لها. 
أكثر من ذلك كنتُ كتبت بتاريخ ٢٣ مارس ٢٠٢٢ ما يلي: "‏خلال المحطات الحوارية الفائتة، أثبت ‎الحوثيون أن الحوار و هم نقيضان لا يمكن أن يجتمعا ولا يمكن أن يصلوا إلى حل عبر الحوار؛ [ومع ذلك سيتعين أن يثبتوا خلاف هذا]، و ما أظنهم سيفعلون."... فهل الآن وقد صرنا في ٢١ سبتمبر ٢٠٢٢ يوجد من يعتقد بخلاف ذلك؟!!!!.

...

#سامي_الكاف