آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-02:05ص

ما بين الواقعية التي يعيشها الغرب.. والمثالية التي يبحث عنها العرب!

الأحد - 18 سبتمبر 2022 - الساعة 12:00 ص

عمر محمد السليماني
بقلم: عمر محمد السليماني
- ارشيف الكاتب


مدرسة أو فلسفة الواقعية تسيطر على العقل الغربي، خاصة الواقعية السياسية. يعتقد أنه بهذا الفكر نهض الغرب، استعمر وسيطر على العالم سياسياً واقتصادياً وعسكريا، كما يقال: الأقوى أو المنتصر يحصل على كل شيء. 

نيكولو ميكافيلي من أبرز مفكري الواقعية السياسية، ظهر في القرن الخامس عشر مع بدايات النهضة والتغييرات الكبيرة في الغرب، ويعد من الأكثر تطرفا في هذا الفكر. 

من المصطلحات التي تبرز في الواقعية: القوة، المصلحة المادية والأنانية.. الخ. بينما المثالية: الانسانية والاخلاق.. الخ. بهذا الصفات المختصرة نتجنب شرح معمق للتعريفات المختلفة للواقعية والمثالية. لعل أهم ما يقال عن الواقعية السياسية: "الدول ليس لديها أصدقاء، إنما مصالح". 

المثالية وصفها ولخصها أحدهم "احب للناس ما تحبه لنفسك". ولهذا ظهرت المنظمات الدولية، ومعظمها غربية، التي تهتم بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.. الخ. 

الخطورة أن المثالية تكون كثيراً نفاق ووسيلة بيد الواقعية لتحقيق أهدافها. 

من أبرز نتائج الواقعية ما يعرف اليوم بالهيمنة (Hegemony) في المجال الثقافي الاجتماعي والسياسي. وصفها إبن خلدون في مقدمته المشهورة:  "أن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته و سائر أحواله و عوائده". سواء كانت هذه التبعية بالإكراه والترغيب أو بالعجب". 

 صرح  أحد أعمدة السياسة في عالمنا العربي الوزير العماني السابق يوسف بن علوي أن رياح التغيير في عالمنا العربي بدأت مشوارها الطويل والمؤلم، ولم تكتمل بعد. لعل بن علوي كان يقصد التغيير السياسي، لكن اعتقد ان رياح التغيير تحمل أمور كثيرة، وبخاصة التغيير الإجتماعي، الذي أعتبره "إنقلاب" على كل الثقافات الموروثة. 

وما منظمات حقوق المرأة والطفل.. الخ، إلا وسائل يستخدمها الغرب في نقل بل فرض "واقعه" الاجتماعي على الآخرين. 

هل العالم الإسلامي وخاصة العربي أمام "انهيار" مجتمعي "حضاري"، بفقدان هويته الخاصة؟؟

أين دلالة الحديث الشريف فيما يحدث حولنا "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء"؟