آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-02:58م

من يستطيع الوقوف في وجه السراب الصافع؟

الجمعة - 16 سبتمبر 2022 - الساعة 12:00 ص

سامي الكاف
بقلم: سامي الكاف
- ارشيف الكاتب


شهدت المنطقة الكثير من الأحداث المهمة خلال الأيام والأسابيع الماضية ومعها بدا ما هو ثابت متغيرًا على نحو غير متوقع في نظر كثيرين؛ ومع هذه الأحداث التي جعلت الثابت متغيرًا، نسأل:
إلى أي مدى يمكن أن يطول اللا وضع في اليمن؟ أليس من المفترض أن يصبح ما هو ثابت متغيرًا في هذا البلد الذي تزداد معاناته الإنسانية كلما مر الوقت وفات؟ 
ألا يبدو الوصول إلى حل سياسي شامل وعادل ومستدام الآن كسراب يصفع وجوه الجميع؟
لنتذكر معًا أن أهم سبب للقتال في اليمن يتم تداوله وتسويقه الآن، وقبل الآن بسنوات، هو محاربة أذرع/نفوذ إيران في اليمن؛ وفي نفس الوقت محاربة أي شيء وكل شيء مرتبط بحزب التجمع اليمني للإصلاح باعتباره مرتبطًا بجماعة الإخوان المسلمين.
يقول أمير قطر تميم بن حمد : "إننا نشجّع كل أعضاء دول مجلس التعاون الخليجي وإيران على التحاور. بالطبع، هناك اختلافات، لكن علينا أن نجلس ونتحدث عن هذه الخلافات مباشرة بيننا وبين الإيرانيين، من دون تدخل خارجي".
وردًّا على سؤال بشأن الانتقادات التي تواجهها دولة قطر بشكل متكرر هي العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين، يقول أمير قطر تميم بن حمد:  "هذه العلاقة غير موجودة، وليس هناك أي أعضاء نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين أو أي جماعات متصلة بها على الأراضي القطرية. نحن دولة منفتحة، ويمر عليها عدد كبير من الأشخاص من أصحاب الآراء والأفكار المختلفة، لكننا دولة ولسنا حزبًا، ونتعامل مع الدول وحكوماتها الشرعية، وليس مع المنظمات السياسية".
لنتذكر معًا - مرة أخرى - أن قطر كانت عضوًا مهمًا وفاعلًا في (التحالف العربي) لدعم الشرعية في اليمن ضد الإنقلابيين الحوثيين، ثم انسحبت منه وجرى ما جرى بعد ذلك؛ أي قيام تحالف عربي ضدها فارضًا حصاره عليها، انتهى بعد سنوات بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الحصار كما هو مفترض وطبيعي ليتسق مع مصالح الأشقاء، ومن ثم عودة سفير الإمارات لدى إيران إلى طهران استئنافًا للعلاقات بين البلدين، وصولًا إلى زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الدوحة عاصمة قطر استئنافًا لعلاقة جديدة بين البلدين. 
هل كل هذه التغييرات المهمة في المنطقة يمكن لها أن تساهم في دفع الأطراف السياسية كافة في اليمن لفهم ما يحدث وادراك أن الوصول إلى حل سياسي شامل وعادل ومستدام لا يمكن له أن يقوم على إقصاء الآخر المغاير، مهما كان هذا الآخر المغاير عطفًا على هذه الأحداث المهمة التي شهدناها جميعًا؟ أو أن الأرجح هو بقاء الوضع على ما هو عليه ويستمر السراب يصفع وجوه الجميع بلا استثناء؟! 
ألا يوجد من يستطيع الوقوف في وجه هذا السراب الصافع لوجوهنا...؟! 
يشير كتاب #يمنيزم الصادر نهاية العام الفائت ٢٠٢١، على نحو جلي ودقيق و لا يحتمل اللبس، إلى ما يلي:
"١- الدولة لا يمكن لها أن تقوم عن طريق استثناء طرف أو أطراف لطرف أو لأطراف أخرى، كما أن الإرادة الشعبية الجمعية لا يمثلها طرف دون طرف، ولا يمكن احتكارها من قبل طرف على حساب طرف أو أطراف أخرى. 
٢- أي توجه لقوة، أو لقوى تريد أن تنفرد بالحكم على حساب قوة أو قوى أخرى، توجه لا مستقبل له، وهو ما سيقود الجميع من جديد إلى مربع صراع تناحري، أشد وطأة من سابقه؛ إذ هو في هذه الحالة توجه، يقوم على إقصاء الآخر، حتى لو بدا في نظر من يعتقد أنه الأقوى هو الحل الوحيد له، ذلك أنه ببساطة يجتر من تجارب الماضي الفاشلة؛ ليعيش وفقها حاضرًا، ويريد فرضها على الجميع كعنوان للمستقبل".

...

سامي_الكاف