هذه هي الرسالة التي يتلقاها كل مستثمر يسمع قصص البلطجة والاعتداءات التي يتعرض لها مصنع الأسمنت في باتيس ابين من قبل عصابة مسلحين كان آخرها يوم الخميس الماضي وتسببت في توقف المصنع عن العمل .مصنع شركة الوحدة للأسمنت في باتيس ابين واحد من اكبر مشاريع الإستثمار على مستوى الجنوب واليمن بشكل عام ، بلغت تكلفة انشاءه 250 مليون دولار وتم افتتاحه عام 2010 ، ويعمل فيه مئات العمال والموظفين وانتاجه الذي يبلغ اكثر من مليون طن سنويا يسد جزء هام من حاجة السوق لمادة الأٍسمنت ، كما انه يرفد الخزينة العامة ويدعم تطوير المشروعات الخدمية في المحافظة بمئات الملايين سنويا .في الفترة الأخيرة ظهرت مجاميع مسلحة قرب المصنع تمارس التقطعات لباصات المصنع الذي ينقل العمال ، وكذلك القواطر التي تحمل الأسمنت ، ووصل الحال بها مؤخرا الى اطلاق الرصاص على الباصات والقاطرات واحتجازها وخطف العمال والموظفين وهوما تسبب بايقاف العمل في المصنع .اعتداءات لا مبرر لها الا البلطجة والإبتزاز بدعاوى لا اساس لها ، ومشروع بهذه الضخامة فان تكلفة توقف العمل فيه ليوم واحد تصل الى عشرات الملايين ، لكن البلاطجة لا يهتمون ، وهذا امر متوقع من عصابات وقطاع طرق لكن ماهو خارج نطاق التوقع ان تظهر اجهزة الدولة في المحافظة نفس اللامبالاة وعدم الإهتمام ، بل ان بعض الإجراءات التي قامت بها تدخل في باب التحريض على المشروع وليس الدفاع عنه .مسؤولية السلطات ان توفر الامن لأي مشروع استثماري وتضمن استمرارالعمل به وعدم توقف الإنتاج ، وان لا تكتفي بموقف المتفرج من اي مجموعة مسلحة تقطع الطرقات او تمارس الإعتداءات على المشروع او تختطف عماله ووسائل النقل الخاصة به ، أما من له ادعاءات حقيقية او كيدية فيتم توجيهه الى القضاء الذي يتولى مهمة الفصل والحكم في صحة الدعاوى من عدمها .توفير الأمن لأي مشروع استثماري هو حق مكفول للمستثمرين بموجب القوانين ، كما ان تقصير السلطات عن القيام بواجبها بحماية المشروع يعطي اصحابه الحق في رفع دعاوى قضائية على السلطات نفسها والمطالبة بالتعويض عن كل الخسائر التي يتسبب بها هذا التقصير .هذه دعوه وتذكير لقيادات الدولة للقيام بواجبهم في حماية هذا المشروع الكبير وضمان عدم توقف الإنتاج فيه لتحقيق الفائدة الإقتصادية والإجتماعية المرجوة من وراء انشاءه ، وعدم السماح للبلطجة والسلاح المنفلت ان يقودوا هذا المشروع الى التوقف لا سمح الله ، لأن توقفه لا يلحق الضرر بالمستثمرين فقط بل ايضا بموارد الدولة ومئات العاملين فيه والمجتمع المحلي الذي يسهم هذا المصنع مساهمة كبيرة في تقدمه وتطويره .اما تأثير هذه البلطجة على جهود الجهات المعنية بتسويق الإستثمار فهي قاتلة ، اذ يستحيل على اي مستثمر عاقل ان يفكر بالدخول للإستثمار في بيئة يتحكم بها العصابات وقطاع الطرق