آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-10:38م

جرس إنذار: حل التعقيدات عوضًا عن تجذيرها..!

الإثنين - 29 أغسطس 2022 - الساعة 07:11 م

سامي الكاف
بقلم: سامي الكاف
- ارشيف الكاتب


لا مفر من مواجهة الواقع كما هو؛ الواقع الذي يشير إلى أن تعقيداته ما زالت كاتمة على أنفاس الجميع؛ وفي صدارة هذه التعقيدات ما يحدث في جنوب اليمن الذي يتخذ من عدن عاصمة مؤقتة لجمهوريته اليمنية، ومقرًا لمجلس قيادته الرئاسي. 
في نظر كثيرين فإن الوصول إلى حل سياسي شامل وعادل ومستدام في اليمن لا يمكن له أن يقوم دون العبور من البوابة الجنوبية: أي عبر جنوب اليمن المثخن بتعقيدات كلما مرّ عليها الوقت ازدادت صعوبة وتمنّعًا. 
إنَّ تعقيدات المشهد السياسي في جنوب اليمن لا تكمن فقط في اصرار المجلس الانتقالي الجنوبي على تصدر هذا المشهد باعتباره الممثل الوحيد مثلما يصر على ذلك الجناح المتشدد في هذا المجلس مُضيفًا إلى ذلك بأنه الممثل الشرعي، وهو تَصدّرْ يأتي على حساب بقية الأجنحة المعتدلة ذات الصوت الواطي حد الخجل؛ بل وتكمن هذه التعقيدات - أيضًا - في كثرة المكونات السياسية الأخرى في المشهد ذاته و إن افتقرت إلى ما يسندها عسكرياً على الأرض.
أما أشد التعقيدات التي تقف في وجه الجميع فكانت وما زالت - وستظل كذلك على المدى البعيد - تكمن في الاصرار على أن من يمثل المجلس الانتقالي الجنوبي ليسو بيمنيين؛ أي أنهم من الجنوب العربي (على الرغم من أن هذا الأمر ليس مطلقاً إذ ثمة من لا يزال يجادل داخل المجلس الانتقالي الجنوبي بأنه يمني يسعى إلى استعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية و إن على استحياء إلى درجة أنه لو رفع صوته مُطالباً بهذا الأمر قد يجعله ذلك منسياً أو ربما يجد نفسه خارج إطار المجلس ذاته).
هذه التعقيدات في المشهد السياسي في جنوب اليمن، دون أن ننسى أنها تقوم على صراع دموي مناطقي عميق تمتد جذوره إلى عقود خلت، هي في الأساس جزء من تعقيدات المشهد السياسي العام في اليمن كله؛ وهي تعقيدات - في نهاية المطاف - من شأنها أن لا تعمل على إطالة أمد النزاع وحسب، بل وستعمل على خلق اصطفافات جديدة، مغايرة للموجودة، من شأنها أن تعيد خارطة التموضع بين المتنازعين وأهدافهم بالضرورة، وبالتالي تجذير هذه التعقيدات عوضًا عن حلها.
انه - ببساطة موضوعية - جرس إنذار أقرعه في وجه الجميع