آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-01:52م

عن حواراتنا كجنوبيين..!

الأحد - 21 أغسطس 2022 - الساعة 08:13 م

سامي الكاف
بقلم: سامي الكاف
- ارشيف الكاتب


- لماذا ستتحاور معه؟
- ولماذا عليك أن تتحاور معي أو معهم؟ 
- لماذا هذا الكيان (مجلس أو حزب أو ائتلاف أو تحت أي مسمى آخر) سيتحاور مع كيان آخر؟

الأصل في إجراء أي حوار؛ أن يتم بين مختلفين اثنين أو أكثر، للوصول إلى نقطة أو نقاط مشتركة تقع في مصلحة المتحاورين المختلفين يصبحون بعدها متفقين.
لا معنى أو جدوى من حوار مع متفق معك أو مع نسخة طبق الأصل منك. 
الحوار كان وسيظل بين مختلفين للوصول إلى نقطة مشتركة أو نقاط مشتركة تقودهم إلى أن يخرجوا من الحوار متفقين.

لندخل الآن في صلب الموضوع المراد توضيحه في سياق مشهد جنوبي جنوبي صعب ومعقد بل ومتوتر وحافل بالألغام، ونقول بوضوح تام:

- هل سيتحاور عيدروس الزُبيدي مع فادي باعوم؟ 
- لماذا سيتحاور عيدروس الزُبيدي مع فادي باعوم؟
هل صيغة السؤالين منطقية؟ 
  أليس المفترض وضع صيغة السؤال على النحو التالي:
- هل سيتحاور (المجلس الانتقالي الجنوبي) مع (الحراك الثوري الجنوبي)؟

منطقيًا هو أن يجري حوار مع كيانين أو بين رئيسي كيانين وهذا يعني حوار بين عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وبين حسن باعوم رئيس الحراك الثوري الجنوبي. (وهكذا يمكن أن تجري كل الحوارات المقبلة بين كل الكيانات بلا استثناء أو بين رؤساء هذه الكيانات).

لاحظوا:
المشهد الجنوبي ليس مجرد كيانات؛ هناك عدد كبير من المستقلين الجنوبيين في سياق هذا المشهد. (وكل هذه الكيانات باتت تتحدث في الآونة الأخيرة عن سعيها لضم أبرز من يمثل شريحة المستقلين إلى صفوفها باعتبارها جزءًا من المشهد الجنوبي).

  * علينا أن نعي وندرك أن الأخذ بالحوار بين الكيانات السياسية الجنوبية كافة لحل مشاكلنا لا مفر منه؛ ودليل  على أن أخطاء الماضي يمكن وضع الأيدي عليها بغية عدم تكرارها؛ وأول هذه الأخطاء عدم صلاحية "لا صوت يعلو فوق صوت الكيان الواحد". 
إذا ما فهمنا هذه النقطة كمرتكز أساس لحوارتنا كجنوبيين؛ يمكن السير معًا في مشوار ما تتطلبه حواراتنا هذه والمفترض أنها لا تقصي أحدًا لأي سبب من الأسباب.