آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-05:37م

دعاوى حق أريد بها باطل..!!

الأربعاء - 10 أغسطس 2022 - الساعة 12:16 م

عبد الفتاح العودي
بقلم: عبد الفتاح العودي
- ارشيف الكاتب


ما أشبه الليلة في البارحة، نفس نغمات العبثية والشخصيا الروموكونترولية تمضي على نفس المنوال لتصبح أداة سهلة لأجندة تدميرية وطنية. 
نفس النغمة ( الزحف على مكتب التربية والتعليم - عدن )، تحت دعوى اقتلاع الفساد، نفس النغمة التي غررت آلاف الشباب ومنتهم بمستقبل وضاء مشرق وحياة رغدة وعزة وكرامة بعد اقتلاع علي عبدالله صالح، ولكن ماذا بعد؟! تم اقتلاع علي عبدالله صالح، ماذا حدث بعد ماهي الضريبة، أين ما مني به الشباب المتقد ثورة وحماسا..؟!! 
لم يتحقق شيء، لقد دمرت البنية التحتية وتعطلت البنية الاقتصادية وتمزق النسيج الوطني وتشتت الجيش الوطني إلى مليشيات وانتهكت سيادة البلد وأدخلت البند السابع، وأصبحنا تحت الوصاية الدولية نتضور جوعا وصراعا عبثيا وفسادا مستشريا وانتجت تلك الثورة العبثية الموجهة بإرادة تدميرية اخطبوطات من الفساد والمفسدين، أفسدوا وما زالوا أضعافا مضاعفة من مفاسد نظام صالح، وأصبحنا بلا سيادة وطنية وبلدا طاردة لشعبها أحلام الشباب وحتى الكهول الهجرة أو اللجوء السياسي أو ركوب البحر والأهوال طلبا لعيش كريم يحفظ ماء الوجه في ظل لا نظام لاسيادة وطنية لا عدالة اجتماعية، كل جوانب الحياة عبثت بها يد التدمير الذاتي الموجه كنتروليا. 
تبقت التربية والتعليم القطاع الذي مازال حالة استثنائيّة من حالة تطبيع الحياة في عدن نسبيا، ومازال يحظى بعناية فيما يخص تطوير منظومة العملية التربوية والتعليمية بتنشيط هذا القطاع بالورش والدورات التدريبية التي لا تخفى على كل ذي بصر وبصيرة، بدعم من منظمات وجهات مانحة وكذا برعاية السلطة المحلية ووزارة التربية والتعليم ومكتب التربية والتعليم رعاية وتنسيقا وتنفيذا. 
ومع هذه الظروف الراهنة الاستثنائيّة من حالة اللادولة واللا سيادة واللا اقتصاد بيد قيادة البلد المعينة والمنتخبة خارجيا، تظهر زوبعة ( الزحف.. الزحف.. اقتلاع مدير مكتب التربية.. الخ ) تحت دعاوى حقوق تراكمات سنين من قبل وبعد الزحف على ( قصر رئاسة صالح.. وارحل الكرسي ذحل..) ومع المعالجات التي قامت بها الحكومة في العلاوات والتسويات وما في ذلك من اجحاف بحق المعلمين والتربويين ولكنها، أتت وفق قدرات وحالة البلد والظرف الموضوعي والذاتي الذي تعيشه بلادنا من اللا اقتصاد وموارد النفط تورد إلى البنك السعودي لتعاد على هيئة رواتب.. الخ للقطاعات المختلفة، وحالة من حالة التردد والتراخي في دعم الأشقاء للرفع من قيمة الاقتصاد الوطني ومعالجة حالة تدهور العملة الوطنية والتدهور الاقتصادي، وإن ماقيل بأن نسبة الدعم لبلادنا بلغ ما يقارب ثمانية عشر مليارا وربما أكثر خلال السبع السنوات من الحرب، لكن ربما مرت بقنوات ليست في سبيل معالجة حالة بلد تحت بند وصايتهم وهم أمام الرأي العالمي مسؤولون عنه مادام وقد تم تعطيل قنوات اقصاده وتدمير بنيته التحتية وحالة تهلهل نظامه وكذا تشتت قواه العسكرية والأمنية وأزمة رواتب القطاع العسكري والمدني، تحت هذه الحالة ابتعثت ظاهرة وموجة الزحف بهدف التغيير ولو كانت الوسيلة التدمير.. كالبارحة.. ومانحن نتجرعه٠اليوم من دعاوى الحق الذي فيما بعد أصبح مونتاجا لبلاوي لا تعد ولا تحصى واقتلاع فساد نظام صالح الذي انتج مفاسد فاقت ثلاثاً وثلاثين سنة في سبع سنين، وأصبح الوعي الشعبي يتمنى رجل صالح ولا وجوه لاسلطة ولا نظام ولا إدارة ولا إرادة ولا حرية ولا كلمة حق..! 
نغمة ارحل والزحف على مكتب التربية والتعليم عدن غوغائية شبيهة وربما موجهة لضرب ماتبقى من روح في التربية، قد تكون قيادة نقابة المعلمين والتربويين  الجنوبين غيرمدركة لخطورة هذه الخطوة في ظل استجابة واعتراف وسعي لقيادة مكتب التربية والتعليم لإحقاق هذه الحقوق المتراكمة لسنين في ظل حكومات مضت تضرب الوعود وتمني الأماني وتحرق الوقت مماطلة ومتهاونة ومؤخرة لهذه الحقوق المشروعة التي اصبحت وزرا ثقيلا على مكتب التربية والتعليم ووزارة التربية والتعليم راهنا. 
ومع ذلك من خلال متابعتنا المستمرة لرفع الكشوفات من جهة مكتب التربية والتعليم عدن ممثلا بقيادته التربوية بقيادة د. محمد الرقيبي والتخاطب مع وزير الخدمة المدنية د. عبد الناصر الوالي تم الرفع إلى وزارة الخدمة المدنية للكشوفات للمعلمين والتربويين وفق ما خلصت إليه لجنة الفحص والتدقيق والمراجعة من جهة مكتب وزارة الخدمة المدنية بغية الفتوى المالية الصادرة في القريب العاجل وأسوة بقطاعات الدولة المختلفة. 
وللنقابة الحق في مخاطبة قيادة مكتب التربية والتعليم عدن والتوصل إلى كل المعلومات التي تبحث عنها، ومع إدراك قيادة النقابة أن معظم الحلول المالية بيد وصاية التحالف والحكومة بخلاصة ما توصلت إليه السنة الماضية عقب الزحف على بوابة معاشيق وانتداب مندوبين التقوا بقيادة التحالف والحكومة ووعدوهم بحلول عاجلة، تأجلت إلى هذا العام، ومع محاولة زحفها الخجول هذه المرة الذي بلغ ربع عدد السنة الماضية ووجهوا بالردع أيضاً مع ثمة وعد راهن خلال هذا الشهر من جهة الحكومة ووزارة الخدمة المدنيّة مازالت قيادة النقابة مصرة على تغيير قيادة مكتب التربية والتعليم ربما لنفس الموجات السابقة لظرف من بلغ سيادة السلطة الشكلية ولنفس المكونات والاحزاب السابقة دون الأخذ بمبدأ الكفاءة بل سيادة السلطة الأمر الواقع مع أنها هي نفسها هذه السلطة مأزومة بمستحقات قطاعها العسكري والأمني من متأخرات سبعة شهور رواتب وموت ومرض آلاف الملتحقين بالقطاع العسكري والامني جراء الحاجة والفقر والمطالبات - حسب إفادات رئيس تحرير صحيفة الجيش- المتكررة الأستاذ علي منصور مقراط. 


حسب المشهد الراهن كل زحف غير مدروس ومحتمل العواقب عاقبته وخيمة وحصاده خيبة أمل.. والسؤال، هل قد أتى الدور على التربية لتدخل في هوشلية العبثية الموجهة بإرادة تدميرية لكل أعمدة تطبيع حياة مدنية وسلام وطني وحياة بسيطة في ظل هذه الظروف الذاتية والموضوعية العبثية..؟!