آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-08:59م

أوروبا قد تواجه شتاء قارس ؟!

الجمعة - 05 أغسطس 2022 - الساعة 08:06 م

د. يوسف سعيد احمد
بقلم: د. يوسف سعيد احمد
- ارشيف الكاتب


 

هناك علائم ان  تعاني  الاقتصادات الغربية وخاصة الاوروبية من  احتمال حدوث ركود في ظل واقع التضخم التي تواجهه حاليا.
لكن مواجهة الوضع الوضع الاقتصادي  لن يكون سهلا .
فمع حلول الشتاء  مع  احتمال ظهور اختناقات في امدادات الغاز فآن ذلك قد يؤدي  الى  زيادة حجم الخلافات والتناقض بين ساسة الدول الاوروبية كما حدث مع مدخلات استيراد مكافحة فيروس كرونا  من الصين في ذروة ازمتة.
  تعاني الاقتصادات الغربية فعلا من ارتفاع معدلات تضخم  في الوقت الراهن  وبمعدلات  تفوق مستوى  9%  وهو وضع  لم تشهده اوروبا منذ  عقدين على الاقل  . 
وهي نتيجه طبيعية نجمت على العقوبات الاقتصادية  التي فرضها  الغرب ضد  روسيا بعد ان اجبرتها  الولايات المتحدة على اتباع سياسات اقتصادية مضره بروسيا وبنفسها ايضا.  تمثلت بفرض  عقوبات غير مسبوقة  في محاولة  من الغرف بالحاق افدح الاضرار بالاقتصاد الروسي بل ومحاولة عزله عن اوروبا والاقتصاد العالمي . اليوم هناك   ارتفاعات في  معدلات التضخهم  حدث ذلك من جراء ارتفاع اسعار الطاقة  من جهة و مع ما يعنيه ايضا ان هناك  نقصا في العرض من السلع  على رغم سياسات التيسير الكمي وهي 
سياسات تقوم  تعتمد على الافراط في الانفاق وصرف المال الرخيص الذي تتبعه  الدول الغربية حيث يمثل احد العوامل فقد  اصبحت هناك نقود كثيرة تطارد سلع قليلة .
يحدث هذا  فيما الاقتصاد الغربي بالكاد  كان  قد بدء بالتعافي  تدريجيا  من الاثار الاقتصادية التي تسبب بها كورونا والذي ادى في خلق  تحديات  كبيرة في سلسلة الامداد والتوريد على اثر نقص حاويات  وبالتالي ارتفاع اجور الشحن  وخاصة في اجور الحاويات التي تراكمت في المواني دون  التمكن عودتها في الوقت المناسب  الى البلد المصدر وخاصة الصين حدث هذا بالتوازي مع تدني  عمل المواني  جزءيا  الناتج عن كورونا في عمليات التفريغ والشحن خاصة بين اكبر اقتصادين في العالم  الولايات المتحدة والصين . حيث ارتفعت اجور  الشحن  والتفريغ  مما ادى الى حدوث اضطراب حقيقية في الامدادات وبالتالي انعكس على تناقص الانتاج ( العرض) في الشركات الصناعية الكبر  . هذا الوضغ عولج جزئيا  كماهو متبع في النظام الراسمالى اثناء حدوث الازمات  عبر سياسة التيسير  الكمي ومن خلال اتباع سياسة اسعار   فائدة  صفرية او قريبة من الصفر .
وهي السياسة الموجهة للانعاش الاقتصادي وتحسين الوظائف  وتشحيع البنوك على زيادة الاقراض.
اليوم  الدول الاوروبية ومعها الولايات المتحدة  تعاني من معدلات تضخم مرتفعة جدا من جراء  ارتفاع اسعار الطاقة مما دفع الولايات المتحدة  الى رفع اسعار الفائدة بعد ان كانت اسعار الفائدة لديها قريبة من الصفر اضافة الى بيع  ملايين الاطنان  من النفط من مخزون  احتياطها الاستراتيجي وبه استطاعت التاثير  في انخفاض اسعار برميل النفط نسبيا لكن اسعار النفط لازالت رغم  تحلق فوق ستوى المائة الدولار للبرميل  .
وفي نفس الوقت  قام  البنك الاوروبي بتغيير اتجاهة وعمل على رفع اسعار الفائدة لمواجهة التضخم خاصة على اثر  انتقال جزء كبير من  رؤوس الاموال من اوروبا والدول الصاعدة الى الولايات المتحدة التي سبقت في رفع اسعار فائدتها وذلك  بحثا من المستثمرين عن عائد اكبر وهذا شيء طبيعي  ان يحدث فالمستثمر يبحث عن اسواق تتيح له الحصول على سعر فائدة اعلى .
ياتي هذا في ضوء تضرر اقتصادات  اوروبا من جراء ارتفاع اسعار الغاز  وخاصة المانيا الاقتصاد الاكبر في اوروبا . لكن الخوف  ان ياتي الشتاء وهناك نقصا  في المخزون الاستراتيجي  من الغاز  وخاصة عندما يتعلق الامر بالمانيا  وهو تخوف وارد وفي محله واحتمال حدوثة كبير  حيث تعد المانيا هي اكبر مستهلك للغاز الروسي اذ   تستورد  50% من احتياحاتها من روسيا .  وهذا  الوضع ان حدث سيهدد  الحكومات الغربية  وحدوث اضرابات سياسية .
فالمواطن الغربي سوف يحاسب حكوماتة التي  خضعت للولايات المتحدة  بفرض العقوبات القاسية على روسيا وقررت وقفت استيراد النفط والغاز والفحم والسماد وسلع اساسية من روسيا المصدر الاكبر للسلع الاساسية في العالم .في هذا السياق  قامت الدول الغربية وبضغوط غربية بالشروع في بناء مرافق وبنى تحتية وفنية لاستقبال الغاز المسال والذي ينقل عبر الحاملات  كبديل للغاز الروسي الذي يصل اوروبا عبر خطوط انابيب النقل و عبر شبكة تغطي كامل اوروبا .
ياتي ذلك بناء على تعهد قدمتة الولايات المتحدة وقطر على  تعويض الغاز الروسي. لكنه على المدى القصير وحتى المتوسط قد   لايحل المشكلة المتمثل بنقص  الغاز الروسي او توقفة.
وهنا وقعت اوروبا في الفخ مع عدم قدرة الولايات المتحدة وقطر على  توفير الغاز المسال  الكافي اليها  في الوقت المناسب وقبل حلول الشتاء.
ياتي ذلك ايضا في ظل صعوبات فنية وطبيعية  تواجهة واردات الغاز المسال خاصة وان خليج المكسيك المنتج الرئيس للغاز في الولايات المتحدة  من المتوقع ان يشهد  اعاصير قد تعوق من انتاج وتصدير الغاز الامريكي الى اوروبا .
يحدث هذا  في وقت تقوم  ربما لاسباب سياسية وليست فنيه  بتقليل تدفق العاز المصدر الى اوروبا  عبر خط الغاز الشمالي1  الذي يمر عبر اوكرانيا وتركيا وهو رد فعل طبيعي من مسكو على العقوبات التي فرضت عليها .وهنا مسكو وضعت اوروبا وخاصة المانيا امام خيارين لاثالث لهما  اما مواجهة شتاء قارص او استخدام انبوع السيل الشمالي 2  .  لاجبار المانيا تحديدا والدول والاوروبية الاخرى على تشغيل خط السيل الشمالي  2  الذي اوصلتة مسكو الى المانيا وامتنعت المانيا عن تشغيلة استجابة للضغوط الامريكية وهو الخط  بلغت  تكلفة انشاءة  اكثر من  10 مليار دولار تحملت غاز بروم الروسية الجزء الاعظم من تكلفتة بعد انسحاب الشركات الغربية عن اكمال المشروع بضغوط امريكية وهو الخط الذي يتجنب المرور عبر اوكرانيا وبولندا . لكن المانيا امتنعت عن تشغيلة بحجج واهية  فهل ستضطر اوروبا وتحديدا المانيا  الى تشغيل خط الغار الشمالي الروسي  2 حسب ماتخطط مسكو لذلك وماهي نتائج زيارة هولمت كول المستشار  الاسبق لألمانيا مستشار شركة غاز بروم الروسية والذي تعرض للتوبيخ  من قبل الساسة الالمان نتيجة لعمل وصداقتة مع الرئيس بويتن لكن برلين اضطرت الى ارسالة الى مسكو  للتباحث مع بويتن للمساعدة في وضع حل لمشكلة  تدفق الغاز الروسي اليها على رغم ان  حل المشكلة  بيد  برلين وليست ببيد مسكو .

د.يوسف سعيد احمد