آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-11:47ص

ياتربية حضرموت اقنعوهم ان بناء مدرسة خير من بناء الف مسجد

الخميس - 04 أغسطس 2022 - الساعة 03:01 ص

عبدالحكيم الجابري
بقلم: عبدالحكيم الجابري
- ارشيف الكاتب


حسب فهمي المتواضع لفلسفة الشريعة الاسلامية ومقاصدها، والتي تتمحور حول مصلحة الناس القريبة والبعيدة، وهو ماتجسده مقولة (حيثما توجد مصلحة الناس فثم شرع الله)، وهي مقولة تداولها كثير من علماء الأمة، وكان الامام "الشاطبي" عليه رحمة الله قد استخدم هذه العبارة بكثرة في كتابه "الموافقات"، والعبارة المذكورة تدل على ان الشريعة انما وجدت لمصلحة العباد، فان وجدت مصلحة متحققة ومعتبرة شرعا، فكان الأخذ بها لزاما على من يعنيه الأمر.

من رحمة الله وكرمه أن شرع لعباده الصدقة، وهي العطاء والبذل بحسب القدرة والطاقة عند الانسان، وهي من أعظم مايتقرب به الى الله عز وجل ونيل مرضاته في الدنيا والآخرة، وللصدقة فوائد على المتصدق نفسه وعلى الأفراد والمجتمع، تشرحها وتوضحها الأحاديث النبوية الشريفة، وما دونه وتحدث به الأئمة والعلماء، وفي ذلك تبيانا وكفاية لمن أراد الاطلاع عليها ومعرفتها تفصيلا.

وتظل الصدقات في مجالات العلاج والتعليم أعظم صور العبادة لله رب العالمين، وفي رأيي ان بناء مستشفي أو بناء مدرسة هو أعظم أجرا من بناء مسجد، نظرا لحاجة الناس اليوم في بلادنا اليهما، في ظل العجز الشديد الذى تشهده حضرموت في هذه المجالات، على عكس المفهوم السائد عند كثير من المتصدقين الحضارمة، الذين يركزون فقط على بناء دور العبادة، ويوجهون صدقاتهم نحو ذلك، رغم مجتمعنا قد وصل تقريبا إلى حد الكفاية فيها وزيادة.

انني أثير هذا الموضوع، بل هذه القضية في هذا الوقت، لما تكررت الملاحظة له من زيادة حاجة مدن حضرموت للمنشئات التعليمية، ويبرز هذا باستمرار قبيل تدشين كل عام دراسي جديد، حيث يتزاحم الناس عند بوابات المدارس والرياض الحكومية، وتكثر الشكاوي لدى مكاتب النربية في المديريات، وخاصة عاصمة المحافظة المكلا، التي باتت مدارسها ورياضها مكتظة بالمسجلين، وهناك مثلهم بل أكثر في انتظار انضمام ابنائهم وأطفالهم، بسبب قلة المدارس والرياض في المدينة.

كان على ادارتي التربية والتعليم في الساحل والوادي، أن تتدارس وتبحثان عن هذه المشكلة التي تتكرر سنويا، ولو بالتنسيق مع السلطة المحلية في المكلا وسيؤن، ومع مكتبي الارشاد لاقناع الميسورين، وتوجيه المتصدقين نحو بناء مدارس ورياض في عدد من الأحياء والمديريات، واقناعهم بأن الصدقة لبناء مزرسة أو روضة من أعظم القربات، بل تزيد في فضلها عن بناء مسجد، خاصة وان مدننا فيها من المساجد مايغطي الحاجة ويزيد، وان الناس ومصلحتهم تكمن في وجود مدارس ورياض أطفال.

ان الاهتمام بتنفيذ التنقلات للمعلمين والادارات، ومتابعة الانضباط في الحضور والانصراف وأداأ الحصص كلها أمور مهمة، ولكن لا يجب أن يقتصر دور ادارتي التربية في الساحل والوادي على ذلك، انما يجب التفكير بشكل جدي والسعي للتخلص من هذه الظاهرة، وفتح قنوات مع المتصدقين ومع المؤسسات الخيرية الفاعلة، وايضا الاستفادة من المنظمات الاقليمية والدولية المهتمة بالتعليم، لأن يكون لها اسهام في انشاء مزيد من المدارس ورياض الاطفال، لتغطي الحاجة لاتاحة التعليم لكل ابناء الشعب.