آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-11:59م

رجل الفكر ٢

الإثنين - 01 أغسطس 2022 - الساعة 10:15 م

هاشم بن عبدالله الحامد
بقلم: هاشم بن عبدالله الحامد
- ارشيف الكاتب


 

إن قصص المجددين ، من يحملون يقظة الأفكار وأنوار الأذكار، لهي من أبلغ الٱيات وأحكم العظات   فقد حباهم الله تعالى وخصهم بما لم يخص به غيرهم من البشر، فهم الخلفاء العدول حيث جعل الله عقولهم منارا للسالكين، ينثرون ينابيع الأحكام ، ومهارات صناعة الكلام ،    حياتهم  فيها  تجديد وتغيير للخاص والعام

ولقد حاز  سيدنا المشهور رحمه الله صفات  التفكر ، ومواهب التآمل، والقدرة على الاستنباط ،  جمع الله له علو الهمة والإخلاص في النية والصدق في الوجهة ووضوح الرؤية والأهم من ذلك الإذن في الطريقة كانت روحه عالية ونفسه ملهمة، تحققت فيه صفات العباقرة والحكماء

كان واسع  الفكر في التصنيف، له قدرة عجيبة على البيان والتوصيف، وملهمٌ في اختيار  العناوين وشرح المضامين ، ألان الله له المنقولات وسهل عليه استجلاب المعلومات ، بل وله السبق في بعض التخصصات، كان أسلوبه منهجيا يخاطب العقل بلذيد الإرشادات   وعباراته سهلة تخترق القلوب المغلقات ، وكلماته  بسيطة وغير معقدة ولغته لذيذة وواضحة ومرتفعة.

كان يعمر فكره لتعيش الأمة على الاكتفاء الذاتي وكان يبدع في أن يصنع صنارة ويدل الناس على سوق التجارة، حتى تكون أنفسهم عزيزة وكريمة ، كان يحارب العبودية الطوعية (وظائف الخدمات) ويقول للشباب الزموا الحرفة  لتكونوا كرماء ، كان يسعى لتكون من داخل الأربطة مشاريع نوعية من خيرات أوطاننا وعقول أبنائنا، كانت أطروحاته وعيا وإدراكا وخبرة ، كان يطالب الحكومات أن ترحم الشعوب لتصنع لهم فرص عمل، لأن الثروات إنما تنشأ من الفرص، ويطالب الشعوب أن تكون قناصة للفرص يغتنمها الأبناء، كانت إرشادته كلها إرشادات منظر بصير وعقل مستنير  تنحصر في مطالبات  للمزيد من الجهد والإرادة والعناية والمشاركة والمجالسة وكان عميقا يدعو إلى المشاورة ويحث على التعاون  مع من ساروا في هذا المضمار.

كان يحذر من التنطع والتساهل المزري، كان ينذر من خطورة التدين بدون وعي، و يحارب الجمود على كل قديم ولا يمانع من الاستفادة واستجلاب التجارب الناجحة من الٱخرين، كان يتألم من وجود التاجر الذي بدون خلق، والمتفيقه بدون ذوق، و المخالف بدون رفق، والمحب بدون ضابط ، والمناصر بدون علم.

كانت له قناعات واهتمامات بعلوم المتغيرات وسنة المواقف والعلم بعلامات الساعة وقدم فيها أطروحات تحتاج أن تتبناها مجمعات إسلامية ودولية ، وله في  الكثير منها السبق في تأصيلها 
وحكم بالغة قل أن تصفه انه لقمان زمانه  من حكمه  الإنسان قبل ألبنيان والمعلم قبل المنهج  ولغاية تقرر الوسيلة، وكما كانت له فلسفته الإسلامية في توصيف المراحل التاريخية بالمدرسة  الشرعية الأبوية   والمدرسة  الوضعية   الأنوية  وغيرها من الفتوحات والعلوم  التي أكرم بها وهي موجودة في كتبه وفكره وتأملاته.

لقد كانت أفكاره أُسها ولبها سلامة المنهج، منهج السلامة، والتي من مضامينها أن نعفو عمن ظلمنا ونعطي من حرمنا وأن نتعلق بمنهج السلام لنبني مجتمعنا مسلما، والتحقق به لنقدم صورة الإنسان الكامل لنعيد للإسلام قوته وشموليته


    وللحديث بقية


هاشم بن عبدالله الحامد