آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-08:28م

فلسفة سياسية (الظلم يفجر الثورات)

الأربعاء - 27 يوليه 2022 - الساعة 04:51 م

عبد السلام بن عاطف جابر
بقلم: عبد السلام بن عاطف جابر
- ارشيف الكاتب


في تاريخ  الثورات، هناك إجماع أن الظلم يفجر  الثورات، أكان ظلم قيادة احتلال خارجي، أو ظلم قيادة داخلية  "الظلم الاجتماعي". . سواءً كانت القيادة الظالمة نظام ملكي، أو جمهوري ديمقراطي، ديكتاتوري. أو قيادة ثورة. . بمعنى الثورات تقوم ضد الظلم ومن يمارسه، وليست على نوعية النظام. . النظام الداخلي الذي لايظلم، مهما كان نوعه لاتقوم عليه الثورات.

و قد شرح علم الاجتماع السياسي، صور الظلم، نذكر  أهمها؛ انعدام العدالة؛ مثال على ذلك؛ أن تعاقب شريحة من الناس، بينما  أخرون لا يعاقبون على نفس الخطأ. . أو تعيين شريحة من الناس في وظائف السلطة، و منحهم المكافآت، بينما غيرهم لا مكافآت ولا وظيفة وهم أكثر كفاءة و علم.

ثانياً؛ انعدام المساواة؛ و أسوء صورها التمييز العنصري بكل أشكاله.

ثالثاً؛ صور الظلم الناتجة عن فساد أو فشل -القيادة- النظام الحاكم؛  تفشي الفقر، تدهور الحالة المعيشية، وعدم وقف التدهور. . وعدم حصول الفقراء على الخدمات؛ كالكهرباء و المياه و العلاج و التعليم.

و أخيراً؛ صور القمع والبلطجة، التي يرتكبها عناصر  النظام الحاكم، وحاشية القيادات؛ كإذلال أفراد الشعب و إهانتهم، سحق كرامتهم. . و نهب ممتلكاتهم الشخصية.

و عندما تتراكم وتتضخم المظالم، فإنها تجعل الشعب يصل إلى حالة البؤس، التي يرى فيها الموت أفضل من الحياة. . و تضعه أمام خيارين؛ القبول بالعبودية أو الثورة.

وهنا يأتي دور المفكرين والمتعلمين في حماية الجماهير من الاستسلام  للعبودية. . وتوجيههم نحو الثورة، وأن حياتهم التي عافوها  غالية، ولا يتم التضحية بها، إلا من أجل هدف نبيل،  كمقاومة الظلم، والثورة لتحقيق العدالة والمساواة. . و دور النخبة في توجيه الثورة، يحتاج تخصيص مقال كامل لشرحه.

من بين الجماهير البائسة توجد شريحة من الناس  تعرضت للعنف الجسدي والشخصي. . كالضرب والاعتقال، هتك الأعراض وسحق الكرامة، وغيرها. . هؤلاء أسرع من ينخرط في الثورة. . ويسلكون طريق العنف "الثورة المسلحة" منذ اليوم الأول، على قاعدة لايسقط العنف إلا العنف.

و باسقاط هذه النظرية على شعبنا اليوم؛ لن يختلف إثنان على أن  صور الظلم الواقعة على الشعب الجنوبي، أكثر من الصور  المذكورة. . وهي في تزايد منذ اشتراك الانتقالي مع النظام في السلطة، بإعلان حكومة الشراكة ديسمبر 2020.

هنا لابد من التذكير أن النخبة الجنوبية من المفكرين والأكاديميين وأصحاب الخبرة في العمل الحكومي؛ حذروا الانتقالي من الشراكة بدون خطة. . لأنها قد تكون سيف ذو حدين. . يسحقون بها روح الثورة لدى الشعب، ويزيد الظلم، وينسبونه للانتقالي، بهدف اسقاطه  من أعين الشعب.

ونصحوه عدم الثقة بالنظام، وبضمانات  التحالف. . والاعتماد على خطة تنفيذية مزمنة، تضمن تحسين الظروف  المعيشية للشعب. . فإذا أفشلوه؛ عليه الانسحاب من الشراكة، و إعادة العمل بالإدارة الذاتية. . ولم يسمع النصح.

ومرت سبعة عشر شهراً، والظلم يزيد يوماً بعد يوم،  والماكنة الدعائية التابعة للانتقالي تشرعنه؛ بتصوير الشراكة إنجاز كبير بحد ذاتها، يستحق تحمل الشعب، المظالم المترتبة عليه.!!

في أبريل 2022  اعترفوا بالفشل، وأعلنوا  مشروع علاج جديد؛ قضى  بعزل الرئيس هادي، وتنصيب مجلس القيادة. . . و حتى اليوم مر أكثر من مائة يوم، ولم يتغير شيء.!! الظلم مستمر بالتضخم. . والغضب الشعبي يتعاظم، وانضمت قطاعات من الجيش الجنوبي، إلى الجماهير الغاضبة. . والدعاية الانتقالية بنفس الاستراتيجية (الشراكة إنجاز جنوبي وعلى الشعب الصبر).!!!

في الختام نسأل القارئ؛ هل يثور الشعب الجنوبي ضد الظلم، أم يستسلم ويقبل العبودية.؟

وللحديث بقية
عبدالسلام بن عاطف جابر