من يتابع الأحداث على الساحة الشبوانية منذ العام 2015م و حتى الآن يجد أنها تختلف عن الأحداث التي مرت بها كل المحافظات اليمنية الأخرى خلال سنوات الحرب من حيث تعدد الإجندات و كذلك من حيث عدد المتصارعين فيها و كثرة أحداثها ، لذلك فإن من يراقب المشهد فيها و عن كثب ، يستنتج أن شبوه هي الساحة و الحلبة التي ستتم عليها جولة الصراع الأخيرة و هي من سترسم ملامح الدولة و الحل النهائي لصراع اليمن بشكل عام ..
جميعنا تابعنا الأحداث الأخيرة في عتق ما بين قوات دفاع شبوه و القوات الخاصة و مخطئ من ينظر إليها على أنها تأتي في إطار الصراع السياسي بين المجلس الإنتقالي الجنوبي و جماعة الإخوان أو الدولة المركزية كما صورها البعض ، و الحقيقة أن لا شأن للجنوب أو الإنفصال بذلك و كذلك لا علاقة لها بالوحدة أو الدولة و سيادتها .. فالقوات المتواجدة على الساحة الشبوانية ليست فقط هي قوات المجلس الإنتقالي الجنوبي و القوات الخاصة ، فهناك عدد من القوات الأخرى متواجدة على الساحة كالقوات الأمريكية و الإماراتية و البريطانية و كذلك قوات حراس الجمهورية و ألوية العمالقة و السلفيين و القوات السعوديه و لا احد يستبعد أن تكون هناك أيضاً قوات تتبع الحوثيين و كذلك قوات تتبع دول أقليمية أخرى و صحيح أن كل تلك القوات ليست فاعلة حالياً و لكنها من تدير الوضع عن بعد .. و لذا فأن كان الصراع في شبوه على الوحدة و الإنفصال أو الصراع بين الشمال و الجنوب فلما تتواجد كل هذه القوات الأخرى فيها و التي لا علاقة لها بالشمال و لا أيضاً بالجنوب ؟
أن الصراع الحقيقي في شبوه هو صراع على مصادر الطاقة فيها في المقام الأول بين دول و قراصنة من الخارج يشاركهم في ذلك حيتان النفط من الداخل ، وهم من يأججون الوضع و يغذون الصراعات المحلية بغية أضعاف شبوه و مواطنها و قبيلتها ، و هم لذلك يستخدمون (الديكة) في ذلك و الرصاصة منهم و من يطلقها شبوانياً و ضحيتها شبوانياً آخر ..
شبوه حضارة ضاربة في عمق التاريخ .. شبوه البحر و الجبل و الصحراء .. شبوه تربض على منابع الطاقة العالمية و لهذا هي هدف و مطمع لكل الغزاة .. أوقفوا صراع و مناقرة ديكتكم فما يهدف إليه إلا إضعافكم ليتسنى للطامعين غزوكم و تسخير خيرات و إمكانيات أرضكم لهم و ليس لكم .. حان الوقت لكي تعملوا لصالحكم و ليس أن تظلوا شقاة بالأجر على أرضكم .. رصوا الصفوف و تصالحوا مع أنفسكم و في وحدتكم قوتكم و بقوتكم لن يتجراء عليكم ديك أو غاز .