آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-05:13م

ورحلت بنت الخير في عسيلان .!

الأربعاء - 13 يوليه 2022 - الساعة 08:32 م

زبين عطية
بقلم: زبين عطية
- ارشيف الكاتب


وسط أجواء كئيبة تسودها مشاعر الحُزن والأسى، ودٌعت مديرية عسيلان في محافظة شبوة عصر اليوم جثمان ما باتت  تُعرف ب "بنت الخير" المغفور لها بإذن الله الحاجة "سيدة بنت عبدالله مبارك الخراز " الى مثواها الأخير في دار البقاء والخلد ،وذلك بعد حياة مطرزة باعمال الخير والبر والاحسان في المجال الإنساني .

صحيح ما يقال ان هناك نساءً الواحدة مهنٌ بالف رجل ، فالفقيدة يرحمها الله من هذا الطراز .
عُرفت الحاجة " سيدة الخراز" بالنقاء والتقوى ،وهي امرأة ذات شخصية فاعلة لها حضورها القوي داخل مجتمعها ، تتصف بالسخاء والكرم والبر والإحسان والسباقة في المبادرة الخيرية منذ طفولتها ،وذلك لإنحدارها من اسرة عريقة محافظة متمسكة بالقيم والاخلاق الدينية .
اتذٌكر وانا في سن الطفولة اولى مبادراتها الخيرية في مطلع عقد التسعينات عندما كانت تصنع كل يوم كمية من اقراص الخبز المسمى " المسيبلي" وتضعها  داخل محفظة او ماتسمى باللهجة الدارجة "تورة" مع جرٌة مملؤة بالدهن البلدي "السمسم' وبجانبهما 'دبتين معبأة شاي " ، حيث تتركها بجانب دكان زوجها المرحوم " مبارك صالح بكمة " في قرية ام عثيم - الذي كان بدوره يدعمها ويشجعها على ذلك - 
هذه الماكولات طبعا كانت متاحة مجاناً يتزود منها عابروا السبيل والغرباء والجائعين والبدو والفقراء القادمين الى قرية ام عثيم التي كانت وقتئذ وممر وسوق يقصدها الناس .

وهكذا ظلت بنت الخير صامدة في مشروعها يوميا وعلى مدى  سنوات طويلة دون توقف الى ان انتقلت الى مسكنها الجديد في سوق  العسيليلة .
وفي هذا السوق وباهتمام ومتابعة ودعم منها ومن اولادها تم تشيد مسجد كبير اصبح جامع للصلاة لاهالي السوق والقرى المجاورة  .

ولم ينضب عطاء هذه السيدة الجليلة عند هذا الحد، بل كانت بمثابة ام ترعى الكثير من الايتام والارامل وتواسي الفقراء والمساكين وتخفف الهموم عن المحتاجين والمنكوبين بل كانت اول المبادرين في دعم المشاريع الخيرية بالمال وظلت هكذا حتى انتقلت الى جوار ربها إثر مرض عضال . 
لقد ترجلٌت بنت الخير عن حياة الدنيا تاركة بصمات ومآثر يخلدها الزمن في اذهان مجتمعها ودروس تتعلم منها كل امرأة تواقة لفعل الخير 
وبرحيلها بالتاكيد ستترك فراغا لم يعوض .
عزائي اولاً لاولئك الفقراء والايتام والمعوزين الذين سيفقدون عطاياها ، كما اعزي ابنائها "يحيى و محسن وعبدالرب وصالح وناجي "  والى اولاد اخوانها فخري الخراز وعاهد الخراز وجميع افراد اسرتها الكريمة ..نسال الله ان يتغمدها بواسع رحمته وغفرانه وان يدخلها فسيح جناته وان يلهم الجميع الصبر والسلوان ،إنا لله وإنا إليه راجعون .

بقلم / زَبين عطية