الشاب اليافع الذي درس التفسير وعلوم القرآن والقراءات العشرة في مقتبل العمر ، واكمل حفظ القرآن في سن الخامسة عشرة ، وفاز بالمركز الأول بمسابقة القراءات على مستوى محافظة ابين ثم بالمركز الأول على محافظات عدن وابين ولحج ثم بالمركز الأول على مستوى الجمهورية واشرف على العديد من مسابقات تحفيظ القرآن للشباب ، والذي اكمل دراسته الجامعية وحصل على الماجستير في تخصصه ، متوجا مسيرته العلمية بالحصول على درجة الدكتوراه وهو في سن الثلاثين ، اصبح اليوم المسؤول التنفيذي عن تفويج حجاج اليمن بوظيفة وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الحج والعمرة تحت قيادة الوزير الإٍستثنائي المبدع محمد عيضة شبيبة الذي يستحق ان نفرد له مقالا خاصا للتعريف بجهوده في خدمة ضيوف الرحمن رغم قصر فترته الوزارية .
عن الدكتور مختار الخضر الرباش وكيل وزارة الأوقاف نتحدث ، قائد المقاومة في منطقة المنصورة عام 2015 بعدن والذي وضعته ميليشيات الحوثي على راس قائمة المطلوبين أسيرا او قتيلا ، بعد الإنتصارات الحاسمة التي حققها المقاومون بقيادته في ملحمة خط التسعين والستين ومنطقة البساتين شمال المنصورة .
من على مقاعد الدراسة والتحصيل المعرفي خرج بأعلى الشهادات العلمية ، وعندما دعاه واجب الدفاع عن الوطن والشعب والعقيدة خاض ملحمة الحرب ومن بين دخان المعارك خرج بأكاليل النصر ، واليوم يكمل مسيرته في اسمى واشرف عمل وهو خدمة ضيوف الرحمن في رحلة اداء المناسك لإقامة واكمال شعائر الله .
لكن لماذا نتحدث عن الدكتور مختار الآن ؟
هناك عبارة تنسب لإبن خلدون تقول عندما تنهار الدول "يعلو صوت الباطل ، ويخفت صوت الحق ، وتظهر على السطح وجوه مريبة ، وتختفي وجوه مؤنسة ، وتشح الأحلام ، ويموت الأمل ، وتزداد غربة العاقل ، وتضيع ملامح الوجوه "
ارسى ابن خلدون قاعدة انهيار الدول قياسا على زمنه ولم يخطر بباله انها ستصدق في وصف حال اليمن اليوم كما لو انه تم تفصيلها على مقاسه في زمننا ، فخلال سبع سنوات من انهيار الدولة اختفت كثير من الوجوه النزيهة اما اختيارا او جبرا وتصدر المشهد وجوه بعضها قديم وبعضها مستجد لكن جمع بينها انتماءها الى زمرة الفاسدين والنصابين والأفاقين وتجار الحروب وكأنما كان ابن خلدون يقرأ واقعنا في كتاب مفتوح قبل اكثر من سبعمائة عام .
واذا كان لكل قاعدة استثناء كما يقال فالأكيد ان الدكتور مختار واحدا من هذه الاستثناءات ، وعندما يظهر في زمن الإنهيار من ينتمي الى زمن الرفعة والسمو فقد وجب الإشارة اليهم والإشادة بهم ففي زمن الإنهيار يصبح النموذج والقدوة هما الدليل والمرشد .
ونحن لا نقول هذا اعتباطا او اعتمادا على السماع بل بالمخالطة والمشاهدة والملاحظة التي كشفت لنا عن نوعية متميزة من الرجال الذين لا ينتمون الى هذا الزمن المزيف بل الى ازمان الشهامة والفروسية وعزة النفس والترفع عن الصغائر.
خبرتنا في التعامل مع الدكتور مختار اظهرت لنا كثير من الميزات التي يتمتع بها لكن هناك ميزات ثلاث تكاد ان تطغى على سواها :
الأولى : تواضع العالِم .. في التعامل مع الصغير والكبير ..
الثانية : صلابة المقاوم .. في الإنحياز للحق والإنتصار له .
الثالثة : نزاهة الزاهد .. في بعده عن مواطن الشبهات خصوصا فيما يتعلق بالمال العام .
التاريخ يعلمنا انه في زمن انهيار المجتمعات يكون وجود امثال هؤلاء الرجال هو مفتاح الأمل ، يسقط كثيرون ولكن ليس الجميع وسقوط الرجال خيارا وليس قدرا ، ويحتفظ القليل بأياديهم نظيفة وهاماتهم مرفوعة وهؤلاء هم من يضع القدر على كواهلهم مهمة النهوض بوطنهم من جديد .
ادارة تفويج حجاج اليمن لهذا العام شهادة على الكفاءة
يبدأ موسم الحج عادة باعلان وزاري عن بدء تسجيل الحجاج ، يتلوه سلسلة طويلة من الإجراءات تتقاسمها الوكات مع الموظفين المختصين في الوزارة ، وفي السنوات الماضية فان المسافة الزمنية التي تستغرقها الإجراءات بين بدء التسجيل واصدار التأشيرة تصل في المعتاد الى حوالي ستة شهور وهو ما انجزه الفريق الوزاري والوكالات هذا العام في ظرف شهر ونصف فقط في عمل لا يبعث على الإعجاب فقط بل والدهشة ايضا .
هذه شهادة انجاز محسوبة للوكالات مثلما هي للوزارة ، ومعروف ان الوكالات تملك من تراكم الخبرة ما يمكنها من انجاز اعمالها بكفاءة وسرعة ، وكذلك الموظفين المختصين بالوزارة ، ومع ذلك فان من الإنصاف القول ان البعض قد ساوره شيئا من القلق كون الوزير محمد عيضة شبيبة حديث عهد بالوزارة وربما يحتاج الى بعض الوقت لإستيعاب آلية وطريقة العمل خصوصا في مجال الحج والعمرة ، لكن اداء الوزير فاق التوقعات حيث اظهر حنكة وذكاء وقدرة فائقة على قيادة السفينة الى بر الأمان وحق لليمن ان تفخر بمثل هذه الكفاءات النادرة .
هنا ايضا يظهر دور الدكتور مختار الرباش مجددا ، فقد مثل ذراع الوزير الأيمن الذي يُعتمد عليه وشكلت خبرته وكفاءته الى جانب فطنة وذكاء وسداد رأي الوزير جناحا النجاح المنقطع النظير الذي ميز عملية تفويج الحجاج اليمنيين الى هذه اللحظة .
نريد في خاتمة هذه النبذة ان نشير الى بعض الذين اسهموا بقدر غير قليل في هذا النجاح الكبير وفي مقدمتهم الأستاذ / عارف البركاني الوكيل المساعد صاحب المكتب المفتوح والقلب المفتوح للجميع وعبدالكريم الشيخ مدير عام الحج والعمرة والدكتور معين الترك مدير مركز المعلومات ومحمد الشبيبي المدير المالي ..
ومن جانب الوكالات لا نمل بالأمس واليوم وغدا من ذكر نشاط ودأب واجتهاد الأستاذ حسين الخولاني الذي جند نفسه لضمان اداء متقن من قبل الوكالات يرتقي بعملها الى المستوى المأمول منها وهو ما تحقق هذا العام فعليا وواقعا ..
فلهم جميعا كل العرفان والتقدير .