آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-01:11ص

الجامعة التي حوت النقيضين.. الفساد والمظلومية!

الخميس - 19 مايو 2022 - الساعة 05:05 م

أصيل محمد
بقلم: أصيل محمد
- ارشيف الكاتب


جامعة منتسبو الهيئة التدريسية فيها يصل إلى بضعة آلف بمختلف درجاتهم الأكاديمية، أساتذة ومساعديهم ومعيدين ومتعاقدين ومنتدبين .. وهلمّ جراً من هذا القبيل المزدحم، منهم من يؤدي واجبه بأمانة وآخر يؤديه على مضض، وآخر متفرغ في مشروعه الخاص، وآخر مغترب في بلاد أخرى منذ فترة معينه ولا يعود ليؤدي واجبه ..

 

هذا الجيش الأكاديمي المدجج بالمعرفة والآخر منه الذي صعد على ظهر وساطة، يصل قوامهم آلاف مؤلفة حد أن يسبب هذا القوام إرباكا في الاعتمادات المالية التي كان من الممكن أن تغطي فارق القدرة والقيمة الحقيقة للمرتب الذي يتقاضاه الأكاديمي في ضل تدهور العملة المحلية، الأمر الذي كان من خلاله أن يسهم في استمرارية العملية التدريسية في الجامعة ..

 

تخيلوا في ظل هذا الظرف الذي تمر به البلاد، وانحدار الاقتصاد وفقدان القيمة الحقيقة للعملة الوطنية، تجد أن جامعة عدن لا تزال مستمرة في وحل التعيين والانتداب لمدرسين جدد فوق قوامها الذي إلى حد اللحظة لم تستطع إيجاد الحل الذي يضمن استمرارية العملية التعليمية للقوام السابق في الجامعة..

 

جامعة عدن الجامعة الوحيدة التي ستجد فيها الدكتور المغترب عن بلاده، والمعيد الذي لا يحضر إلى كليته كونه محسوبا على الدكتور الفلاني أو الشخصية الفلانية، والمنتدب الذي انتدب ليصلح وضعه بعد أن حوصر في الجامعة الفلانية أو المعهد الفلاني ويبحث عن بحبوحة يتنزه فيها وينفش ريش فساده، فيما المدرس الواحد في إحدى كلياتها يلجأ إلى أن يغطي أربعة مساقات دراسية أو يزيد وإن كانت في غير تخصصه؛ بدافع الإضطرار ..!

 

نفسها الجامعة التي تستأنف الفصل الدراسي المعين في كلياتها مع بداية إحدى الأشهر وتختتمها مع نهاية الشهر نفسه، بعد أن يتم تقليص الدروس والمحاضرات وتمشيتها.. دونما أدنى خجل أو تأنيب ضمير تجاه أبنائهم الطلاب الذين تحولوا إلى ضحايا وقود تحترق بفعل فساد رئاسة الجامعة ومظلومية الهيئة التدريسية المداومة بعددها القليل من قوام بلغ الآلاف، في صورة مؤلمة جمعت النقيض (الفساد والمظلومية) ..!!