آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-05:13م

سيظل الجنوب قوي وثرواته اكثر ومساحته أوسع

الإثنين - 09 مايو 2022 - الساعة 01:42 م

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


عندما نريد أن نتحدث عن الوطنية والقومية علينا اولا إثبات هذه المعتقدات السياسية في قاموسنا الذي يضبط توافقاتنا وتحديد مساراتنا واهدافنا مع من يردي أن يتعامل معنا بندية مطلقة وبعيد عن الاستقطابات الفردية أو الجماعية أو فرض سياسة التسلط والهيمنة أو التدخل المباشر في شئوننا وامورنا الداخلية والخارجية مقابل تقديم حفنة مساعدات لا تسمن وتغني من جوع نظير شعارات ترفعها تلك الدولة ضمن حسابات مصالح ذاتية خاصة بأمنها القومي وتأمين حدودها مع اليمن شمال وجنوب .

وطبعا هذا أمر يخصها وفي سياق عدم التدخل في شئون الغير واحترام سيادة الاوطان وكرامة الشعوب لكن وللاسف الشديد تداخلت الأمور واختلطت الاوراق وتشعبت القضايا وأصبح كل طرف يشد الخيط من جانبه وتحت مبرر معتقدات دينية ومذهبية ومناطقية والذي يدفعوا الثمن هم أصحاب الأرض والثروة والمواقع الهامة والاستراتيجية في المعادلة الدولية والإقليمية والمحلية سياسيا واقتصاديا وعسكريا .

وعندما تسمح المكونات التي تدعي الوطنية والقومية بتدخل الغير وتبيع ضمائرها للشيطان وترتزق على حساب الآخرين والقضايا المصيرية هنا تفلت الأوضاع وتكبر مساحات التجاوزات ويضيع القانون ويدمر النظام وتسير الحالة نحو خط التدهور وعدم الاستقرار النفسي والامني وطبعا هذا من ضمن مخطط المؤامرة التي رسمت لهذا الغرض .

ونحن اليوم في الجنوب نعاني من هذا التشتت وعدم التوزان تجاه قضايانا ونجد أن الذين يسمون أنفسهم بقادة ما هم إلا ادوات ينفذون اجندات اقليم ولبعض من دول العالم وقد عانا قبلنا من تلك المؤامرة الخبيثة شعب الجزائر والعراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن وتونس والسودان ولبنان والاردن وتدمرت بلدان عربية كثيرة اقتصاديا وعسكرية وعلى سبيل المثال العراق الدولة النفطية منذ عام 1922م وقبل أن تظهر دول الجوار النفطية في المنطقة فاين صبحت العراق من هذا الغنى الفاحش والجيش القوي المبني على وسيلة العقيدة الوطنية والاستبسال والتضحية والفداء من أجل العراق ولما وجدوه هكذا عملوا الامريكان ودول المنطقة على تكسيره وتدمير العراق كليا وكل هذا من اجل تقوية شوكة اسرائيل وبعض من دول الإقليم وهذا ما تم بالفعل .

ولن تخرج منه الدول العربية وحتى تأتي معجزة من الله سبحانه وتعالى تنقذ الموقف لان الصراع صراع أزلي ومعقد للغاية والمخرج الوحيد يتطلب إلى صحوة شجاعة وصلبه تغير الواقع وتقلب الطاولة على رؤوس المتأخرين وإعادة شوكة البوصلة الى وضعها الطبيعي وحتى ترسوا سفينة العرب على شاطئ الامان بسلام وان كانت الحالة والأوضاع تحتاج إلى تضحيات جسام وعلى الكل من أبناء الجنوب أن يعيدوا الصياغة من جديد واقصاء المهرولين خلف الدولار والريال والدرهم ولدينا من الثروات ما يؤهلنا الحصول على الصوت المناسب في مصاف الدول الكبرى والصغرى إضافة إلى عراقة تاريخنا المجيد واصالتنا العربية وشريعتنا السماوية السمحاء وبالله التوفيق والسداد .