"تشافي"بين الفخر الكتالوني والعشق البرشلوني!

سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ كم كنت عبقريا يا تشافي ، هكذا يبدوا سيناريو كرة القدم، وبكل اللمسات السحرية، والحركات الفنية ، والمهارات البهلوانية، والحركات الاستعراضية، والأداء الممتع الذي قدمه عشاق الكرة المستديرة في المستطيل الأخضر وفي كل البطولات وعلى كل الدوريات الأوروبية والعالمية ..

الرياضة فنيات وذوق وأخلاق وانسجام وشعور فائض دون أي إساءات أو تجريحات أو أحقاد .. اليوم مهزوم وغدا منتصر، وعام مليئ بالبطولات وسنوات مليئة بالنكبات والإرهاصات ..

الأداء المبهر والفريق الأفضل واللاعب المتميز  واللمسات الخرافية لاشك أن الجميع يقف أمامها بكل ابتسامة وفرح وسرور والكل يصفق وبحرارة وحفاوة وابتهاج ..

إن الأداء الذي ظهر به الريال يوم أمس، لم يكن متوقعا من قبل عشاق النادي الملكي ومحبين مدريد، مع تفوق كتالوني واستحواذ تكتيكي وفوز مستحق لعشاق البرساء .. ولكن ربما تكون الهزيمة من أجل الصحوة القادمة ومراجعة الأداء الباهت وتصحيح الأخطاء  ..لأن البطولات لم تنتهي بعد، ولازال الملكي أمامه الكثير من المباريات الصعبة، ولاسيما في البطولات الأوروبية و اللقاءات الحاسمة ..

الجميع سعداء جدا في عودة تألق برشلونة بعد انهيار وتراجع وهزائم ..ونحن بدورنا محبين الريال وعشاق النادي الملكي تكتمل فرحتنا في عودة الكلاسيكو بعد غياب طويل من الإثارة والمتعة الكروية  وعزف الألحان الفنية، و الأداء المعتاد ،برغم اختلاف النتائج وعلى سلم الترتيبات ..

ولكن الملفت للنظر، وبكل قوة والمبهر جدا جدا جدا، كيف استطاع القائد الإسباني الأسطورة الكروية تشافي ترك مليارات قطر ،وأموال الخليج، ودولارات باريس ،وعاد مسرعا الى مسقط رأسه وموطئ قدمه دون أن ينظر إلى المال تاركا كل الإغراءات والبروتوكولات العالمية في كرة القدم وقدم نفسه المنقذ الوحيد للنادي وعمل على إصلاح الخلل ومراجعة الأخطاء وتصحيح المسار  ورسم البهجة والفرح على الملايين من عشاق النادي ومحبين البرساء ..

هكذا عهد الرجال ،ونهج الأوفياء، وفكر العباقرة في العالم وأصحاب الضمير الأنساني عند الشدائد..

والجميع يدرك كل المهارات الفنية والكروية التي كان يتمتع بها ويتميز بها الأسطورة تشافي في الملاعب حاملا البطولات ورافعا للكوؤس العالمية والأوروبية ..

السادة المشجعين وحضرات اللاعبين وعشاق الملاعب، هل رأيتم غيرة تشافي ،وحماس داني الفيش برغم كبر سنه ،وبكاء بيكيه ،وعصبية أنيستا من الملاعب الأمريكية، بعد تراجع مستواهم في المستطيل الأخضر..

فأين عشاق الوطن من الأنجاس السياسين وأصحاب الكروش المنتفخة والمنبطحين في الفنادق ..

الوطن يعيش اسوى مراحله التاريخيه !! هل نرى  رجل منقذ وغيور على الوطن ؟