آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-03:21ص

لماذا لا يثور الفقراء في الجنوب ؟

السبت - 12 مارس 2022 - الساعة 09:11 ص

سيف بن ربيع الحالمي
بقلم: سيف بن ربيع الحالمي
- ارشيف الكاتب


يتساءل البعض ويولول لماذا لا يثور الفقراء من أبناء الجنوب في ضل هذا الوضع المزري الذي يعصف بالبلاد؟
دعني أقول لك أخي المتساءل بلسان وحال الفقراء، لماذا لا يثور الفقراء رغم فقرهم وعوزهم واحتياجهم الشديد؟
هنا سأطرح عليك بعض الإجابات التي أضن أنها إحدى الموانع والأسباب التي جعلت المواطن الفقير المعُدم أن لا يخرج بثورة ضد مُعذبيه وآكلي قوته وناهبي ثروات البلاد.
لا يستطيع الفقراء سواء العمال أو الفلاحون أن يقوموا بالإطاحة بحكومة ومكونات تمتلك القوات القمعية العازمة على الدفاع عن الفاسدين مهما كان الثمن، وكما نعلم وندرك جيداً.
فالثورات الهادفة والناجحة تحدث في أغلب الحالات عندما تكون أفراد القوات الأمنية والجيش والنخب والأحزمة هي ملك من أملاك الشعب لا ملك من أملاك المنتفعين والفاسدين.
أيضا، فإن الفقراء لا يمتلكون الموارد الكافية سواء المادية أو المعنوية لتشكيل قوة ثورية بديلة يمكنها العمل والتخطيط لتغيير الفاسدين والفساد القائم كما هو حاصل اليوم في العاصمه عدن.
وأحيانا يفسر بعض الفقراء الفقر باعتباره قدراًدينياً أو أمراً طبيعياً يجب تحمله والصبر عليه، لذى أن الفقر والغلاء في المعيشة لن يؤدي إلى ثورة في وطني الجنوب وإنما إلى تمرد شعبي حسب وجهه نظري المتواضعه.

إذاً ماهوا التمرد الشعبي؟ هو انفجار مجتمعي يحدث نتيجة للاحتقان والغضب المتراكم، وهذا هو السيناريو القادم الذي سنشاهده في أفق سماء عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية المحررة، وبالتالي لا يوجد مشروع سياسي واضح خلف التمرد الذي سيحصل. 
الحرمان من سبل المعيشة وغياب الخدمات والانفلات الأمني وعدم توفير المشتقات النفطية وغلاء الأسعار هذه تراكمات بحد ذاتها قد تؤدي إلى احتقان شعبي و يدفع إلى قيام  تمرد شعبي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي المسيطر على تلك المناطق والتحالف العربي ومن تسمي نفسها شرعية وحدوث تغيرات سياسية لقيادة المشهد.
فالناس بدأت تشعر أن القيادة التي ضنوا يوماً بأنها ستحسن معيشتهم ورددت تلك الشعارات الثورية التي كانوا يتغنون بها ماهي إلا فقاعات تبدّدت وتلاشت في سبيل تحقيق منافعهم الشخصية.
وسيصبح الأمر أكثر إلحاحاً للانفجار الشعبي وجدية  عندما أصبح المواطن الفقير يدرك أولاً أن فقرهم ليس قدراً حتمياً لأن بلدهم فقير  ولا يملكون موارد الدولة ولكن نتيجة للسياسات والقيادة الفاشلة والفاسدة الغير مؤهلة التي تتلذذ بمعاناة الشعب..

لذى يا قادة الأراضي والعقارات سيأتي اليوم الذي يثور فيه الشعب الجنوبي ويشب عن طوقه بوجيهكم  وسنواريكم إلى مزبلة التاريخ.
سيأتي اليوم الذي تتجرعون فيه كؤوس الذل والهوان  والخزي والعار كما اسقيتموه هذا الشعب الغلبان نتيجةً لفسادكم اللعين البغيض وأعمالكم المشينة الذي أنكيتم به جراح هذا الوطن وشعبه العزيز الصابر.
سيأتي اليوم الذي يهتف فيه أولاد الشهداء الذين سقط آبائهم وذويهم وقدموا أرواحهم رخيصة لكي ينعم اولادهم بوطن يحفظ لهم كرامتهم وتكونوا أنتم على كراسي السلطة بوجيهكم.

ارحلوو من غير أسف ولا حسرة
فقد فشلتم بإدارة البلاد.