آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

الإقتصاد الوطني وكيف يمكننا أن ننقذه من الإنهيار..

الأربعاء - 09 مارس 2022 - الساعة 09:00 م

بشار الطيب
بقلم: بشار الطيب
- ارشيف الكاتب


من خلال مشاركتي الاخيرة في المؤتمر العربي الدولي السادس عشر للثروة المعدنية والمعرض المصاحب له الذي عقد في دولة الامارات العربية المتحدة في فبراير (شباط) 202‪2م  بمشاركة حوالي 50 دولة عربية وأجنبية و700 مشارك حيث قدمت فيه  45 ورقة عمل بحثية متخصصة حول مستقبل التعدين والثروة المعدنية، إلى جانب مشاركة 30 شركة بالمعرض المصاحب للمؤتمر، للاطلاع على أهم التجارب الحديثة في إستثمار الثروات المعدنية بمختلف دول العالم وقد تحدثت مع بعض الخبراء المعنيين بقطاع التعدين في الدول العربية وكذا كان لي جلسة خاصة مع  بعض خبراء التعدين في الوطن العربي  حيث قال لي أحدهم  عندما قلت له وشرحت له عن واقع التعدين في اليمن وكيف نستطيع الوصول لما وصل له قطاع التعدين في بعض الدول العربية قال لي  يا إبني لديكم في اليمن قاعدة بيانات نفذتها دول بحجم روسيا وألمانيا والتشيك والبعثات الرومانيه والامريكيه كانت لهم دراسات تفصيلية وإعداد الخرائط في سبعينيات القرن الماضي وفي الثمانينات لكن هذا ليس مهم في وقتنا الحاضر ونحن ندرك تماماً بأن الثروة القادمة للشعوب ليست النفط، ولا الغاز، ولا المعادن، وانما هي المعلومة وتحليلها وفهمها ونقلها، والتي تحتاج بنية تحتية تعتمد على ٣ قواعد للمعرفة نطلق على ذلك الشغف، الاستخدام، والانتاج. نقط انتاج المعلومة وشبكات نقلها الإلكترونيه ، وبؤر التحليل لها، وتنقيحها واعادتها للمستخدم  بقوالب تفيده في الانتاج او الطب او حياته هي خدمات نستخلصها من منظومة المعرفة المتنوعة.  ايضا كثافة المعلومات والبحث عنها ليست سهلة فهي تتوسع، نحن نتحدث في الوقت الحالي عن معلومات يتم انتاجها سنويا تتعدى ٧ تسيتا بيت اي ١٠ مرفوع للاس ٢١ وهذه يشبه الثروة النفطية والغازية في القرن السابق كمحرك للتنمية، واليوم المعلومة هي محرك التنمية.  فالترابط مع الانترنت يتضاعف مما يضاعف كمية المعلومات حولنا بوتيرة هندسية اي كمية الثروة والتي تستغل اليوم  بحدود ٣ في المائة بمعنى لازالت الدنيا عوافي. ففي الوقت الحالي هناك مابين ٤٠ الى ٥٠ مليار جهاز، وفي ٢٠٣٠ سوف يكون هناك اكثر من ٥٠٠ مليار جهاز، لكن كيف سوف يكون ذلك ونحن مايقارب من ٧,٤ مليار انسان في العالم؟

اليوم يا إبني  نجد ان شركة معلومات واحدة فقط قيمتها السوقية اكثر من الانتاج النفطي للمملكة العربيه السعوديه وقريبا من الانتاج  النفطي للمنطقة كامل ، وثروة شخص اكبر من حجم ادخار عدة دول. واكثر من ذلك سوف تتغير الحياة للبشر وظهور كثير من مشاكل المستقبل والداروينية الرقمية والاقتصاد المعرفي وكل ذلك لا ننظر اليه لاننا نريد مشاريع الماضي التي  لاينافسنا عليها احد نشغل انفسنا بها لنشعر اننا حاجة مهم.  
انظروا إلى حال اليمن فهو محزن . بلد برغم الامكانيات المهدورة والفرص الاستثمارية الكبيره في مجال التعدين لا نزال نستجدي الخارج والسبب اقلها مشاريع الجهل هي التي تنتصر فنجحنا في جعل حياة  كل المجتمع والاجيال القادمة اشكالية محزنة معقدة، وكان يمكن نصنع مشروع مستقبل بديل لانخجل به ونبني وطن للكل قبل ان تضيق الدنيا على كل يمني.

كنت أتمنى اقلها ان يكن هناك جامعة يمنية نحكمها بسياستنا العلمية لا تخضع للدولة و لا لقرارتها تكن هي عربة القطار للعقل اليمني وتخطيط الانتاج والتنمية، نجمع فيها عقول اليمن من الشتات ونبني جسور لها مع الغرب قبل أن تنتهي قدراتنا وامكانياتنا،  جامعة ننافس فيها بقية العالم في بناء مجتمع يعتمد على إقتصاد معرفي، حتى لا نندثر كمجتمع في مخلفات حضارات الاخرين، ودون ان يشعر احد اننا كنا في هذا الكوكب. لذا نحتاج ثورة فكر داخل المجتمع لنعرف الطريق والرحلة للمجتمع اليمني  وأدواتها.