آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-10:59م

اللاجئون.. قضية انسانية تحولت إلى سلاح إستراتيجي

الثلاثاء - 08 مارس 2022 - الساعة 05:54 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


يتذكر الكثير منا الازمة التركية مع أوروبا، عندما سمحت تركيا بمرور الآلاف من اللاجئين السوريين والعراقيين والأفغان وغيرهم للتوجه نحو الحدود اليونانية الاوروبية بهدف الهجرة إلى أوروبا، والنتيجة كانت صعبة ومكلفة على اليونان اولا ومن ثم على الاتحاد الأوروبي، حيث استخدمت الحكومة التركية قضية اللاجئين كتقنية بشكل غير خلاق خاصة بطابعها الجماعي، وحولتها إلى سلاح ضغط وعنصر من عناصر الابتزاز المفتوح بينها وبين أوروبا.

أزمة اللاجئين الأوكرانيين هي أسرع أزمة هجرة تتطور في أوروبا والأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، حيث بلغ عدد اللاجئين 1.5 مليون شخص فقط في الأيام العشرة الأولى من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهذا العدد الضخم من اللاجئين مرشح للزيادة، كون الازمة تأخذ شكلاً جديدًا من أشكال الحرب المزدوجة بين العسكري والمدني، باستخدام اللاجئين كورقة ضغط من الناحية " الاقتصادية " كارتفاع نسبة البطالة والتضخم للدول الجارة التي تحسب في خانة الدول المعادية و"امنية " كدخول وانتشار الجريمة المنظمة والإرهاب .

في الوقت الحاضر اضطرت السلطات التشيكية إلى إعلان حالة الطوارئ بسبب العدد الهائل من اللاجئين الوافدين من أراضي أوكرانيا ، وبالأمس انتظر حوالي ألف شخص من جنسيات عراقية وسورية ويمنية  وغيرهم على حدود بيلاروسيا للعبور إلى بولندا وليتوانيا وهم يحلمون بدخول الاتحاد الأوروبي،  بولندا رفضتهم، وليتوانيا لم تكن جاهزة لاستقبال مثل هذا العدد من المهاجرين، وتحول الوضع بالنسبة لها إلى ازمة كبيرة جداً، حيث فرضت السلطات الليتوانية حالة الطوارئ في البلاد وطلبت المساعدة من الاتحاد الأوروبي، ومن وكالة الاتحاد الأوروبي لأمن الحدود الخارجية (فرونتكس) المساعدة العاجلة، واعتبر البرلمان الليتواني أن هذه الهجرة غير الشرعية ليست أكثر من عدوان موجه ضد أمن ليتوانيا.

تحمل قضايا اللجوء أبعاد وتحديات استراتيجية أمنية واقتصادية واجتماعية وسياسية للدول المستقبلة، مع أن اللجوء بحد ذاته قضية إنسانية لا يجب تسيسها، لكن بعض الدول تحولها إلى أوراق ضغط وابتزاز ونوع جديد من التهديدات.

الخوف اليوم من استغلال ورقة اللاجئين الأوكرانية الضخمة من قبل عصابات الجريمة المنظمة والإرهاب، كما أن مشكلة تدفق السلاح والمقاتلين المتطوعين الى أوكرانيا خطرة ومعقدة، أما " الكابوس " الحقيقي لأوروبا من وجهة نظري هو فتح أوكرانيا باب المقاتلين المتطوعين واحتمالية التقاء مصالح المقاتلين الأوروبيين مع مصالح بعض المتطرفين من الشرق الاوسط وافغانستان المتخفين في اوروبا، حينها كل أوروبا ستكون في خطر.