آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-11:16ص

كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته .. فهل أنت يامحافظنا حقاً راع لنا في عدن ؟!

الأحد - 06 مارس 2022 - الساعة 07:41 م

عبد الفتاح العودي
بقلم: عبد الفتاح العودي
- ارشيف الكاتب


عدن المحروسة أولى المحافظات المحررة من الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية ، التي أصبحت أثرا بعد عين بالنسبة للمواطن المغلوب على أمره ، في ظل حالة تنبئ بالمأساة والكارثة المجتمعية حسب تقارير رصد الحالة المجتمعية في بلادنا الصادرة عن منظمة الغذاء العالمي وكذا الأمم المتحدة ومنظمات رصد شتى ، وكلها تصب في محور أن بلادنا من البلدان الفاشلة سياسياً وإدارياً واقتصادياً ، بعد سبع سنوات حرب عجاف ، حصادها مدمرا للبنية التحتية ، وكذا إيجاد بيئة طاردة كل أسباب الإصلاح والتغيير الإيجابي .
تجاه هذا الوضع المؤلم لحال المواطن ، والسلطة المحلية ممثلة بالمحافظة في حالة تخبط وعجز تام عن تنفيذ أي إصلاحات اقتصادية أو سياسية أو أمنية ولم يعد ذلك الأمر بخاف على أحد وأصبح حديث المواطن البسيط المغلوب على أمره ، تجاه نوبات غول غلاء المعيشة وكذا الوضع العام ، ولم يعد يخفى على المجتمع المحلي وربما الإقليمي والدولي أن كلما تمر به بلادنا من أزمة ليست بمعجزة ولا مستحيلة إن صدقت النوايا من جهة الأخوة في التحالف الذين كلفوا بحمل ملف قضيتنا الوطنية والإنسانية أمام الله سبحانه وتعالى وأمام ضمائرهم وأمام الرأي العالمي ، كوننا في خندق المواجهة لظرف وحدث تاريخي أثره وخطره على الجميع ، خصوصاً وأننا في الجبهة الأمامية لأمن واستقرار المنطقة برمتها ، التي تعاني من الأجندات التوسعية المختلفة ذات المطامع الاستراتيجية في ظل هذا الوضع الراهن والحرب متعددة الجوانب من باردة وساخنة.
تجاه هذا الظرف الاستثنائي والحالة الراهنة تحمل الأخ أحمد حامد لملس مسؤولية محافظة عدن ، التي كانت أولى المحافظات المحررة من الحرب العبثية الحوثية ، والتي تعاقب عليها عدد من المحافظين ، وبقيت عدد من الإشكاليات التي تعاني منها عالقة ، ولم تجد حلولاً ناجعة وأصبحت ملفات ثقيلة الوزر ترحل من محافظ إلى الذي يليه ، والمواطن المغلوب على أمره في عدن يعاني ضنك العيش وفقدان الأمن الاجتماعي والسلام النفسي .
وفيما بلغنا أن الأخ حامد لملس قبل أن يكون محافظا بشروط منحه فسحة من الدعم المعنوي والمادي والسياسي الصادق والصلاحيات في سبيل إصلاح حال عدن المحافظة المنكوبة اقتصادا وحالة معيشية وعامة ، وكان للجهات المختصة بملف القضية الجنوبية واليمنية كافة الموافقة ودق صدور الوعد والتأييد ، ها قد مضى زمن ومنذ تشكيل حكومة المناصفة ، التي بدت محلك سر من جدية ومصداقية إصلاح الحال ، بل أن الراصد السياسي سيخرج بعد سبع سنين حرب عجاف وبعد تشكيل الحكومة إلى خلاصة بقاء الحالة في دائرة مغلقة من الفشل الاقتصادي والسياسي والتخبط والصراع العبثي البيني التي منحت فرصة حياة وقوة للعدو الآخر الحوثي ومده بأسباب القوة والبقاء ، في هذه الحالة والوضع المزري تحمل حامد لملس مسؤولية محافظة عدن ، ولم ير المواطن بادرة إصلاح حالة أو ملف من ملفات معاناة وعنى المواطن في عدن موظفاً أو قطاع خاص ، وهنا ليس على المواطن حرج أن أطلق تعبيره بأن الراعي لم يكن جديراً بحق رعايته لرعيته وله أن يتساءل هل جهات تحميله هذا الوزر خذلوه ، أم هناك ثمة خلل في جدوى خطة استراتيجية شفافة وواضحة لإصلاح حال محافظة عدن أرضا وإنسانا ، هل لديه طاقم عملي واع لما يعمل من مسؤولي السلطة المحلية وتوفير أسباب الأمن والتأمين لتنفيذ قراراته ، أم سيكتفي باستراتيجية الخداع الذاتي والمجتمعي في حرق الوقت حتى يزاح كالسابقين ويترك ملف التركة الذي ورثة من المحافظين السابقين لخلفة ويظل حال إصلاح هذه المحافظة ملفا بتناقله المحافظون وإصلاح الحال ليس بيدهم ، فإن كان الحال كذلك ، فنتمنى شجاعة المحافظ الراهن وكشف أسباب العجز الذي انتاب المحافظين السابقين وهو معهم لعدم إصلاح حال عدن بكافة ملفاتها الخاصة بأمن واستقرار مواطنيها سلاما اجتماعياً ونفسيا..؟!
بالإشارة إلى أن الوعي المجتمعي أضحى راصدا واعيا لكل متغيرات الحالة العامة ومنها المالية والاقتصادية وأصبح موقنا أن هذه الأزمة وسائرها ( مفتعلة ) ويمكن إصلاح الحال إن صدقت النوايا واطلقت يد الصلاحيات وعمل الجميع تحت مبدأ إصلاح الحال ووضع اليد على الفاسدين ومحاسبتهم ..والهبوط الذي حدث في الأسعار وكذا العملة اللاوطنية الصعبة أمام الريال ليست ببعيد ، والتي جعلت المواطن يستعيد عافيته ويستبشر خيرا ، لكنه مني بهزيمة نفسية وخيبة ظن مؤلمة بعودة غول ارتفاع الأسعار إلى سابق عهده وكذا العملة اللاوطنية أمام انهيار العملة المحلية المخزي..وكل ذلك أوحى للمواطن ما أوحى من أن الأزمة مفتعلة وفي سياق عبثية الحرب والتربح من مآخذها وحصادها المر .