آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

واقع الصراع باليمن وديناميكيات تحريكه..الخلفية الأقرب !!

الجمعة - 04 مارس 2022 - الساعة 01:00 ص

محمد الثريا
بقلم: محمد الثريا
- ارشيف الكاتب


قبل عام طرحنا الخلفية التي لازلنا نراها الأقرب في تفسير حالة الإنسداد المتجدد التي يعانيها ملف الصراع باليمن وأهم الديناميكيات التي ظلت تتمحور حولها الحرب منذ البداية ..

كثيرون ( شمالا وجنوبا ) لم يتقبلوا تلك الحقيقة وفضلوا التمسك بشعارات مستهلكة وأحيانا أظهار هالة القداسة حول شخوص وخطابات هي بالأصل ليست أكثر من جزء نشط ضمن ديناميكية حيوية مهمتها غالبا شحن الشارع وتسهيل قبوله لواقع ومبرارت إطالة أمد الصراع بدلا من محاولتهم بذل أدنى جهد لقياس مصداقية تلك الشعارات والخطب على مقياس واقع اليوم ومعرفة ان الحقيقة تكمن في عكس ما يعتقدونه ويتخيلونه تماما .

اليوم سنعيد الطرح ذاته لعل البعض يعيد النظر وطريقة التفكير فيما يدور حوله، مستقلين بذلك بروز الكثير من الوقائع وحدوث الكثير من التطورات خلال الفترة القليلة الماضية التي باتت تبتلع معظم العناوين الشعبوية وتكشف عن كثير من حقائق الصراع وأجندات المتحكمين به ..

#الـخـلـفـيـة !!  

لم يعد بالإمكان إنكار حقيقة ان الصراع باليمن أصبح واجهة لصراع أقليمي دولي محتدم وأنه بات يمثل إمتدادا لسباق المشاريع التوسعية الضارب بالمنطقة .

القضايا الوطنية والمظالم الإجتماعية التي زعم قيام الحرب لأجلها وأستمرار الصراع إرتباطا بحلها في اليمن أصبحت للأسف اليوم مسائل هامشية، وسوف لن يضع لها اللاعب الإقليمي إعتبارا على طاولة الحل النهائي، ضع هذا في حسبانك .

إن قيمة بقاء مبررات الحرب ( القضية الوطنية والمظلمة الإجتماعية) في الخطاب السياسي لدى أطراف الداخل باتت مقترنة فقط بما سيحققه ذلك الخطاب من إلتفاف جماهيري مطلوب لضمان ديمومة مشهد صراع القوى الإقليمية باليمن .
وفي اللحظة التي ستتوافق عندها تلك القوى حول خارطة مصالح معينة وأدوار مشتركة بينها فإنك سوف لن ترى حينها سوى أثرا بعد عين لتلك العناوين والشعارات الوطنية، وهذه هي الحقيقة الثانية التي سيكون من الصعب علينا  تجاهلها مستقبلا .

عزيزي، فلسفة الصراع تتبدل اليوم وكلتا الحقيقتين ستخبرك أنه : 
(عندما يتم تدويل أزمة ما، فحلولها غالبا ما تأتي من خارج جغرافيا للبلد، وهي حينئذ أكثر تعبيرا عن رغبات الكبار من تعبيرها عن تطلعات الشعوب المأزومة).