آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-01:52ص


السيناريو الإيراني لتصدير الإرهاب الحوثي

الأربعاء - 16 فبراير 2022 - الساعة 12:05 م

فيصل الصفواني
بقلم: فيصل الصفواني
- ارشيف الكاتب


بعد إحكام قبضتها الاستخباراتية على الكيان الحوثي في شمال اليمن، تعمل قيادة طهران  على إنتاج وتوظيف سيناريوهات الإرهاب الحوثي والتحكم بفقراته على المستوى المحلي والإقليمي ،بما يتناسب مع أطوار مصالحها الخاصة.

 

ووفقا لتوصيف الجنرال الأمريكي -فرنك ماكينزي فإن " إيران تتعامل مع الحوثيين ومن يقاتل معهم من اليمنيين كأنهم فئران تجارب"

 

وبكل تأكيد أن قائد القوات المركزية الأمريكية الذي أدلى بهذا التصريح قبل زيارته للإمارات بيومين ،كان يقصد بالتجارب الإيرانية، الاسلحة التي تنتجها طهران على هامش برنامجها النووي والمتمثلة في الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.

 

فالخطورة الحقيقية هنا أن إيران تجري تجارب لمنتجاتها العسكرية على أهداف حقيقية في أراضي خصومها الإقليميين  بحرب ليست إيران طرف فيها، ولا تجري على أراضيها، لكنها أكثر المستفيدين من نتائج هذه الحرب التدميرية  وهي من أهم الداعمين لاستمراريتها.

 

والاستهداف الحوثي المفاجئ لمطار أبوظبي الدولي في منتصف يناير المنصرم ،لا يدل على تحول في حرب الحوثيين وظهورهم كقوة إقليمية كما يروج البعض، بقدر ما يدل الحديث على وجود سيناريو إيراني جديد ضمن برنامج طهران الاستثماري للإرهاب الذي تجربة على المستوى الإقليمي بذراعها الحوثية.

 

والتهديد الذي أطلقه حسن نصر الله مؤخرا لدولة الإمارات واصفا إياها بأنها دولة زجاجية قابلة للتهشم، يعد دليلا واضحا على ضلوع إيران بتحول الإرهاب الحوثي واحتكار الحق الحصري عليها دون غيرها من الأطراف المتصارعة في المنطقة.

 

ويرجح مهتمون ان الارهاب الحقيقي والمخاطر المحدقة مستقبلا بؤرتها الحقيقية في طهران ، والكيان الحوثي ليس سواء مؤشر واقعي وإقليمي على تبعات المخاطر المترتبة على مشروع التسلح الإيراني وبرنامجها النووي.

 

ومن الأهمية بمكان أن نعترف بأن دولة إيران نجحت إلى حد كبير في تضليل عيون الرقابة والاهتمام الإقليمي والدولي وآلهتهم بالطعم السياسي والأمني المتمثل في الميليشيات الحوثية .

 

بينما هي تعمل على استكمال برنامجها الإرهابي الخطير المتمثل في التصنيع العسكري بالتعاون مع خبراء تصنيع عسكري من كوريا والصين ،متنكرين بجزيئات إيرانية.

 

وبكل تأكيد البنتاجون الأمريكي لايجهل هذا الأمر ،بل ويعلمون علم اليقين أن طهران ستنتج أسلحة أكثر خطورة مما هي عليه الآن وستزود بها الميليشيات الحوثية في شمال اليمن والحشد الشعبي في جنوب العراق .

 

وبهذا التحول الجديد في الإرهاب الحوثي باتجاه الإمارات أرادت قيادة طهران أن تثبت للعالم نجاحها في دعم الحوثيين وفشل الحرب التي يخوضها التحالف العربي ضدهم  على مدى سنوات.

 

ففي الوقت الذي ينبغي أن تكون الميليشيات الحوثية اليوم  محاصرة في صنعاء أو في صعدة لاتستطيع حتى أن تلفظ أنفاسها بسبب الحرب والحصار المفروض عليها من التحالف، إلا أنها زادت قوة ومتانة وظهرت مع بداية السنة الثامنة من  الحرب قادرة على تصدير ألسنة اللهب لمختلف عواصم الخليج العربي .

 

ومن المؤكد أن هذه الصورة التي تروجها ماكينة إعلام إيران وحلفائها هي مزاعم كاذبة تفتقر لأدنى المصوغات الواقعية.

 

إذ تؤكد المعطيات الواقعية في الداخل اليمني أن قوة الحوثي الميليشاوية أصبحت أوهن من خيوط بيت العنكبوت .

 

ولم يعد يمتلك هذا الكيان الميليشاوي من أسباب بقائه غير التواطؤ الدولي المفضوح مع سيناريوهات طهران الاستثمارية للإرهاب.