آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:49م

كيف نفهم مخطط اعداء اليمن التقليديون ؟

الإثنين - 14 فبراير 2022 - الساعة 10:41 ص

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


لقد ضحك عفاش على الجنوبيون ووضعهم تحت جلبابه ومما وضع الشمال من قبلهم لأنهم اي الجنوبيون للاسف لم يكونوا على ثقافة عالية أو يتمتعوا بمرونة دهاء  سياسية واقتصادية وعسكرية فوق العادة اثنان وخمسون عاما يحكموا الجنوب وهم ليسوا الحكام ولم يستفيدوا من كل المراحل والصراعات المجنونة التي من خلالها أسقطوا الجنوب  أرضا بل ظلوا الروس هم يديروا الأمور في الجنوب وتحت مظلة مشروع الحرب الباردة الكاذبة التي أضاعت الجنوب حقبة زمنية هامة في مسارات المتغيرات والأحداث ولم يتحقق من تلك الشعارات الرنانة المرفوعة على الجدران وفي الساحات وعلى تلفزيون عدن والمسموعة من الإذاعة والصحف المقروءة ووسائل الإعلام المشبوهة اي شئ لأن قراءتهم ضعيفة لما يحتويه الجنوب من ثروات وإمكانات كبيرة وموقع هام  في خارطة السياسية الدولية العالمية والإقليمية وخطوط ملاحية استراتيجية تربطه بأهم قارات صناعية وتجارية من شرق آسيا وأوروبا حيث كان فهمه وتطلعاتهم قصيرة المدى وملذاتهم هي التي كانت تحدد اتجاهاتهم للاسف وتحكم توجهاتهم العبثية النزقية .

 

وعندما سقط الروس في وحل الاحتلال لأفغانستان ظهرت العيوب والتشققات على جدران العلاقات وتعروا قيادات  الجنوب المهزوزة وأصبحوا يبحثون عن مخرج وملاذ أمن ولم يجدوا أمامهم إلا أن يتجهوا نحو الشمال الذي بيده خيوط اللعبة مع الجيران بداية من ثورة عمان المزيفة وانتهائا باعتراف السعودية بالنظام في الجنوب لأنهم فعلت كانوا يعلمون جيدا من هو هذا الجنوب ومن اوقف التنقيب عن النفط فيه وعرقلة عجلة البحث العلمي من استخراج جميع الثروات التي ترتفع من مستوى العملية الاقتصادية للجنوب ثم كانوا على علم تام بأن القيادات الجنوبية الذين صفتهم الأحداث بهم قد أصبح الجنوب تحت السيطرة ولن تقوم له  القائمة ففرضوا حالة التوجه إلى صنعاء كنهاية لمرحلة شغلت الإقليم وفي مقدمتهم  المملكة العربية السعودية ردحا الوقت وهذا ما تم بالفعل.

 

وحتى عفاش ما كان يحسب بدقة ماهي الفوائد التي سوف يجنيها من بعد نهاية عملية السطو على خيرات الجنوب ولا ما يخططوا له الأعداء في الإقليم والعالم لتلك المنطقة الهامة في سياق المصالح الدولية وبما فيهم دولة إيران ثم دفعوا عفاش التخلص من جماعة موقعي اتفاقية الوحلة معه ويبقى الجنوب والشمال تحت سيطرته وهيمنته الوهمية .

 

وبعد أن تم له تنفيذ المشروع الذي لم يكن هو ما هي نتائجه وجد نفسه محاط بتركة أخرى تنافسه على مقاليد الأمور في الاستيلاء على الجنوب وثرواته وبدفع ممن يخططوا لنهاية الشمال وزنه إلى المشروع الجهنمي فأتوا له بثورة الشباب وصرعوه وجعلوه يوقع على تسليم السلطة مكرها الى نائبه وهنا تجلت الأمور للإقليم والعالم وبدأت سياسية الشد والجذب بين أصحاب المصالح ومنهم إيران وتدخلت قطر وتحول الصراع إلى محاور أخرى اقتصرت على نهاية حكم عفاش ونائبه وطرد المشائخ وإعطاء الضوء الأخضر لجماعة الحوثي الدخول الى صنعاء وتصفية علي عبد الله صالح وتحويل المنطقة إلى بؤرة حرب استنزافية لإمكانيات الشمال والجنوب وتاهوا الجميع في خضم خلافات وصراعات لا نهاية لها ولا اول واختلط الحابل بالنابل وثمان سنوات قتل وتدمير وتهجير للبشر وتدخل منظمات الصهيونية العالمية كي تساهم في مشروع التجويع والتشرد وتوزيع الفتات على من شملهم الترتيبات العشوائية وحتى تكمل المؤامرة ويظل الوضع معلقا ضمن مناورات التحالف ضربة في صنعاء وأخرى في مأرب والمهم لا يتحقق أي هدف عدا الأهداف المرسومة والمخطط لها وسوف ينتظر الجنوب والشمال عشرة سنوات قادمة والحال كما ولا تغيير ... ونجحوا أعداء الجنوب والشمال في المنطقة والعالم في مخططهم ومليون مبروك المرتزقة والبائعين لليمن ...