آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

قصة حقيقية وجدتها مع احد العسكريين القدامى في قلب الضالع

الجمعة - 11 فبراير 2022 - الساعة 12:42 ص

فاروق الهدياني
بقلم: فاروق الهدياني
- ارشيف الكاتب


كنت في طريقي نحو مدخل الشارع العام بالضالع امام بوابة شركة الصرافة ،حيث  ،وجدت رجلاً خمسينياً ،مهتدياً للظل ،يرسم اوجاعة بمسواك الاراك ،على بساط الازمات التي كتب له أن يموت قهراً في زمن النسيان  .
هنالك شدني الشجن أن افاتح ذلك الرجل ،لعلي افهم خفاياه المستعرة ،على اساس افهم أسراره واخباره ،حتى فاتحته بسلام عطر ،فتم السلام والكلام ،مشياً الى كل مشاركاته العسكرية التي قضاها في خدمة وطنة الجنوب ،رافداً تغاريده اليائسة عن وداع الزمن الجميل الذي كان محفوفاً فيه ،...
قائلا لي :جار الوقت على الشرفاء وتحولنا الى قطيع في زمن الحسرة والنسيان ؟
ومن بطن تلك اللحظات ،سالته ياهذا لماذا وقوفك هنا ؟
اجابني انا منتظر صاحب دراجة نارية لكي يقربني الى معسكر الحربأ من اجل الحصول على قفحة رز ،اسير بها الى اولادي لكي اعتقهم من الجوع ،!
هنا:بدأت اقطع سطوري للدخول الى عالم اوجاعه. 
ولم ابارح المكان ،بل ساجلته بوضوح عن دموع أسراره  .
ففتحت رؤية غيومه التي جرجت حياته ،فتميت معه الكلام في ظل حسره تعصرني ،دنيت منه وقلت له اسقيني همومك ياهذا -
اخبرني انه من ظمن القوات المسلحة قضى خدمته في خدمة هذا الوطن ،وقد جاذبته الايام والسنين ليصبح مسرحاً ،يصارع القهر والحرمان ،
اخبرني أنه منطوي في معسكر الجرباء لكن الراتب لم يكن شهريا ، أب وايعيل اثناء عشر فرداً داخل البيت .
فمن اين يعتقهم ويعيلهم ،؟
قلت لو اصبر على كيد الزمان ..اجابني انا مقهور من زمن جعل الصبيان يرضعون اكثر من نصف مليون ..فيما نحن ضائعين من الواقع .
اخبرني انه محروم ومسرح ابان حكم عفاش بعد حرب ٩٤ ..
ثم اخبرني انه من مؤسسين الحركة الثورية الجنوبية .
وهو من طلائع شرارة المتقاعدين العسكريين 
واضاف انه محروم ومسرح ،من عصرين متقاربين في المعامله  .-عصر عفاش -وعصر الثورة التي هي  سارية يسوقها الصبيان 
ثم حدثني وحدثني .متناولا ظروفة التي يقضيها في حاظرة 
ومع ذلك جاوبته الوداع ،وقلت له رب الايام والظلمات ستنحلي .
فختم كلماته ملقياً تجاعيد اوضاعه الباىسة.  
نافيا عودة وطن .معترفاً بالاعتذار لما لاقاه من ابناء جلدته الذين سرحوه وجعلوه يقتات النهايات التائهة على حيطان الضياع 
اخذني بصرخة غضب . 
منادياً ..اتيتك ياوطني بكل امنياتي لكن امال لم تنل ..وحوائح لم تقضى ..
.حاله يصرخ اين ثمرة الانتصار .؟