آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

دمعة قلم .. الفرقد والقينة

الجمعة - 28 يناير 2022 - الساعة 09:24 م

نبيل عليوه
بقلم: نبيل عليوه
- ارشيف الكاتب


عندما يكون نجم الصباح قد آذن بالرحيل وبدت السماء كما لو أنها تفترش مساحات من جنبات روحي المشبعة عشقا والمفرغة عشقا.
وهناك في ركن قصي من دواخلي يوقد نيرون مشعله الأول ويرقص على بقايا جسدي، فتجفل من رقصه أسراب الحمائم البيضاء متفرقة في اتجاهات شتى من نفسي، وتتبعها قبرة جميلة ذات طوق مميز كانت قد ارخت للتو جناحيها الحانيتين لتضم موجات الانكسار الحسي لدي، وتشدو على مشارف ذاتي ، فيعلو شدوها سجعا وطربا. 
وعلى جذع سنديانة كبيرة متهالكة حط ناعق فأحال السكون المطبق على المكان إلى ضجيج تسيد على كل شيء، فجفل الصفاء والحمائم والطيور كلها من المكان..وبمناكفة متعمدة صفق الناعق بجناحيه هو الآخر وحلق بعيداً بعد أن أحدث خراباً لا يرجئ له اصلاح.
يأتي الضباب بعده فيلف المكان بسياج أبيض بارد يتراقص فرحا ونشوة، ويتوه هو الآخر في مجاهل الدروب محدثأ جلبة وصرير، ويرقب بحذر شديد شبح رجل صار حرضا يتوسد احلامه المبعثرة ويلتحف أماني خانته مراراً واهرقت دمه المسفوح بليل التسامر في افنية معبد غادرته العفة والطهر ، وساكنته غواية القيان والغانيات ولهاث الذئاب الموغلة في حبائل الشيطان.
غفرانك ربي!!!يرحل الطهر ممتطيا صهوة العوز وتباع الأجساد في مرابع اللهو والخنأ ،ويجد الاراذل منها حصتهم.. وبلا وجل يراق ماء الحياء من وجوه غادرتها براءة الناسكين وان ادعت هيبة الصمت وسكون الكلام.
صار للصمت لسان ومنطق ، فافرغ في ذاكرة النسيان مااراد وشكل معها متلازمة شهوة المال وبهرجة المظاهر ،ودفن تحت أنقاض ما بقي من عيب وخجل حزين رفاث الصدق ،ثم اوعز لنسوة المأتم بحقهن في النواح على جسد الطهر الملفع باكفان الغواية والغدر.
جاهدا أحاول أن الملم ما تبعثر مني، فاغتسل من الارجاس بودق الغاديات في عتمة الليل البهيم حياءأ وخوفا. وعلى وقع سنابك العاديات المكرة صوب الأفق اللامرئ في بيداء الروح.
اشرع في ثني الخطوب والرزايا من الاحاطة بما تبقى مني علها تنبت في الاحشاء بالقادمات من بنات الدهر، ازهار القرنفل أو الليلك، وتحط على افنان الجلنار فراشة صغيرة تضاحك الفرقد وتداعب مالطف بين الأغصان من شجون ، ولعلها تمحو ماعلق في نفسي من درن عندما كانت تنادمني القيان.