المكملات الغذائية والفيتامينات للمريض بالسرطان أثناء العلاج الكيماوي.

اعزائي القراء والمرضى الكرام دائما يتسال مريض السرطان هل يسمح بأخذ  الفيتامينات والمكملات  الغذائية  أثناء العلاج الكيماوي والاشعاعي؟؟؟؟
يجب أولاً أن نعلم بأن هناك فرق كبير بين المكملات الغذائية و الفيتامينات. المكملات الغذائية هي مواد تُساعد على إمداد الجسم بما يحتاجه من السعرات الحرارية و البروتينات اللازمة للحفاظ على الوظائف الحيوية للجسم و إمداده بالطاقة و الحيوية للعضلات، كما قد تحتوي على عناصر أخرى مثل الأملاح المعدنية. يقوم طبيب الأورام المُعالج بتحويل المريض إلى أخصائي التغذية في حال أن وُجد هناك نقص واضح في وزن المريض، نرى ذلك أكثر في المرضى في المرحلة الرابعة المتأخرة.

بالنسبة للفيتامينات، الكثير من أطباء الأورام و أنا منهم، يعتقدون أن تناول الفيتامينات و المعادن المختلفة في مريض الأورام ليس أمراً مستحباً و من الأفضل تجنبه. لا ينطبق ذلك على مرضى الأورام المتقدمة الذين يعانون من فقدان الوزن و حالياً على علاج تلطيفي فقط ويستثنى من ذلك أيضاً بعض الفيتامينات هامة للجسم مثل فيتامين D و فيتامين B12.
السبب الرئيسي وراء عدم تفضيلنا لأخذ الفيتامينات في حالات مرضى الأورام على العلاج هي أن الكثير منها و أهمها فيتامين A، E،C هي مضادات للأكسدة، و من المعروف أن الأكسدة هي إحدى الوسائل الهامة في القضاء على الخلايا السرطانية ... و بالفعل بعض الدراسات أثبتت أن تناول هذه المضادات قد يقلل من فاعلية العلاج الكيماوي. على سبيل المثال، أظهرت بعض البحوث المعملية أن تناول فيتامين C أثناء العلاج بعقار Velcade في حالات الميلوما المتعددة قد قلل من فاعلية هذا العلاج. و في دراسة نشرت مؤخراً في هذا العام، تم استنتاج أن تناول مضادات الأكسدة أثناء العلاج الكيماوي و الإشعاعي لمرضى سرطان الثدي قد أدى إلى ازدياد معدلات ارتجاع السرطان فيما بعد مما يمكن تفسيره بأن هذه الفيتامينات قد أنقصت فاعلية هذه العلاجات.
النتائج الرئيسية للدراسة المتعلقة باستخدام المكملات الغذائية في سرطان الثدي.
ملخص النتائج الرئيسية للدراسة المتعلقة بربط استخدام المكملات الغذائية ونتائج العلاج هي:
"ارتبط استخدام أي مكمل مضاد للأكسدة (فيتامينات A و C و E ؛ الكاروتينات ؛ الإنزيم المساعد Q10) قبل وأثناء العلاج بزيادة خطر التكرار (معدل الخطر المعدل [ADVHR [، 1.41 ؛ 95٪ CI ، 0.98 إلى 2.04 ؛ P = 0.06) "(Ambrosone CB et al، J Clin Oncol. ، 2019)
ارتبط استخدام المواد غير المضادة للأكسدة مثل فيتامين ب 12 قبل وأثناء العلاج الكيميائي بشكل كبير مع بقاء فقير خالٍ من الأمراض والبقاء على قيد الحياة بشكل عام (P <0.01).
ارتبطاستخدام مكملات الحديد التي تستخدم عادة للمساعدة في تحسين الآثار الجانبية لفقر الدم بشكل كبير مع تكرار ، مع الاستخدام قبل وأثناء العلاج. (الاحتمال <0.01)
لم يترافق استخدام الفيتامينات مع نتائج البقاء على قيد الحياة.
أشار تحليل منشور سابقًا لدراسة DELCap إلى أن استخدام الفيتامينات قبل التشخيص كان مرتبطًا بانخفاض أعراض الاعتلال العصبي المحيطي الناجم عن العلاج الكيميائي ، ومع ذلك ، لم يكن الاستخدام أثناء العلاج مفيدًا. (Zirpoli GR et al، J Natl Cancer Inst. ، 2017)

💎النصيحة:
إذا كنتم تريدون التزود بالفيتامينات و الأملاح المعدنية المفيدة فالأفضل دائماً هو الحصول عليها من المأكولات الصحية النظيفة و ليس الدواء. أنصح بأخذ الفيتامينات الدوائية المضادة للأكسدة في حالات محددة في مرضى الأورام .. تحديداً في حالة الإنتهاء من العلاج التقليدي من كيماوي أو هرموني أو موجه، أو عند استنفاذ كافة خيارات العلاج التقليدي، أو بهدف تحسين الحالة العامة للمرضى ذوي البنية الجسمانية الضعيفة.
يجب دائماً سؤال الطبيب المُعالج أو طبيب أورام متخصص قبل بدء أي مكملات غذائية أو أقراص فيتامينات و عدم الإنسياق وراء الدعاية التي يقوم بها الغير متخصصين على القنوات التليفزيونية و مواقع التواصل الإجتماعي.
دمتم جميعاً بصحة و عافية.

مقال طبي بقلم د. اماني صالح هادي
اخصائيه علاج الاورام والعلاج بالاشعاع
المركز الوطني للعلاج الاورام -عدن
برج الاطباء-حي عبدالعزيز بجانب مسجد الصحابة
رئيسه وحدة التوعيه الصحية للمجلس العربي للاكاديمين والكفاءات -فرع اليمن  
عضو عامل في اتحاد الجامعات الافرواسيوية