آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-07:12ص

من يجرؤ بالحديث عن أبين؟

الجمعة - 07 يناير 2022 - الساعة 12:00 ص

ماهر البرشاء
بقلم: ماهر البرشاء
- ارشيف الكاتب



حينما تجوع الحمير تتعالى أصواتها النكراء وتلجأ للصياح لعلها تجد في قلب أحدٍ رأفةً ليطعمها ويقدم لها ما يسد به جوعها أو يكمم أفواهها قبل سماع أحدٍ لأصواتها المزعجة.

ونحن في الجنوب حالياً نسمع أصواتاً نشازاً مزعجة مزينة بالمناطقية الكبرى والعنصرية الصغرى التي ليس منها فائدةٌ سوى الضجيج الفارغ عبر الهتاف بألفاظٍ دنيئةٍ بذيئة.


ليلة البارحة أرسل لي أحدهم مقطع فيديو تعجبت من المقطع ومن المحتوى الذي كان يحمله فقد بدأ لي رجلٌ قبيح الشكل سيء المنظر.. منفرط اللسان يتلفظ ويتحدث عن حاضنة اليمن عامة ،يتحدث بأبشع الألفاظ عن بحر الحب ،يتحدث عن بنك اليمن في المعارك والمواقف الرجولية  عن أبين محافظتي الباسلة الأبية أبين الأم الثكلى المكللة بالجراح والمزينة بالدماء.


فما أن تطأ قدماك على ثراها الطاهر حتى ترى الحزن مرسوماً على شفتيها بأحرفٍ من نار ، فيا هذا ألم يخبروك أن تعبيرك قد خانك؟ فأنت تتحدث عن أبين بمعنى أنك تتحدث عن أم اليمن ففيها طعنت بالألفاظ الوحشية الخارجة من أقبية الإجرام ومستنقعات الشر فيها قلت ما لما يقله مالك في الخمر، ونسيت أنك في حجم دودةٍ أمام تلك الكناري والطيور البرتقالية التي تحلق في سمائها الرحبة.

قذفت أبين وقلت إنها هي صانعة الحرب، وإنها الفتنة وإنها من تجر اليمن إلى مستنقع الركام ونسيت أنكم حينما تدق ساعة الصفر تستنجدون بها قائلين لها أنتِ أبنة البلد وعليكِ أن تضحي بزينة الحياة الدنيا.

لابأس يحصل هذا العقوق في زمن القرصنة والتهم الكيدية التي دفعت هذا الوحش الضارب إلى أن يتحدث بهذه الطريقة عن أبين يتحدث بكل برود ولا يخشى أن ينهض أبناء هذه المحافظة الذين رضعوا منها حليب الشجاعة، وحينما يحاول أحدهم أن يتربص بها ينتفضون كأسودٍ كاسرة تسحق وتنهش كل من يقف في طريقها فهلا تراجعت عن كلامك الرخيص كرخص كل من يقوله أم أن اسم الحمار يبدو لك جميلاً فقررت أن تسير على نهجه في نهيقه وتفكيره؟!