آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-12:42م

نعم مات صالح يا أستاذ فتحي

الخميس - 02 ديسمبر 2021 - الساعة 11:33 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


 يا أستاذ فتحي، قل لمن يتواصلون معك: إن صالح قد مات، ولكنه للأسف لم يسلم خلفه الرئيس هادي إلا علم الدولة فقط، وسلم الدولة كلها بشحمها ولحمها، بجيشها، وأمنها، وجهازها الإداري للمليشيات المتعطشة للانتقام منه شخصيًا، والانتقام من خلفه هادي، والانتقام كذلك من كل الشعب.

قل لهم يا فتحي: إن صالح قد مات، ولكن ارتدادات ما قام به مازالت تعصف بالبلاد، قل لهم: مات صالح وحقق المقولة المشهورة: علي وعلى أعدائي، فما نحن فيه اليوم يا أستاذ فتحي هو سبب عدم رضى صالح لما شاهده وسمعه من خطوات قام بها هادي في عامين اثنين فقط، وعلم أن هادي سيحقق في مدة بسيطة مالم يحققه هو في ثلاثة عقود، فاعتبر ذلك محاكمة له أمام الشعب في محكمة لا قاض فيها، ولا نيابة، ولا محام، ولكنها محاكمة الأفعال لا الأقوال.

 نعم مات صالح يا فتحي، فأخبر من يسأل عنه أنه قد مات، وأكد لهم ذلك، وأخبرهم أن معاناتهم، وبؤسهم كله جريرة تسليم صالح مقدرات الجيش اليمني لجماعة الحوثي التي لا ترى في صالح إلا عدوها الأول، فهو من حاربهم الستة الحروب المشهورة، ولم يستطع هزيمتهم، لأنه أرادهم بعبعًا يهدد به من أراد الاقتراب من كرسيه.

 مات صالح بعد أن قال: إننا سنتقاتل من طاقة إلى طاقة ومن باب إلى باب، ولكنه لم يحصل ما خطط له، واستمر الشعب في مواجهة من قتل صالحًا، وقارع هذا الشعب من عاث في الأرض الفساد، لم نتقاتل كما قال صالح، وقاتل الأبطال من قتل صالحًا، لم نتقاتل كما قال صالح، ومازالت إرادة الأحرار تعمل على إعادة الدولة التي أضاعها صالح باتصال، وسنظل نقاتل من قتل صالحًا حتى يعم السلام البلاد كلها.

 قل لكل من يتصل بك: لقد مات صالح، ومازلنا نقاتل من قتله، فيا الله كيف تطارد الشعوب صورة من سلم دولتهم لألد أعدائهم، وسليل من ثار عليه أجدادنا وآباؤنا، أتعلم لماذا يطارد الشعب صورة صالح؟ لأن الشعب لا يعلم أن سبب تعاستهم هو تسليم الدولة لهذه الجماعة المتخلفة والمنتكسة الفطرة، نعم أستاذ فتحي، ما نحن فيه اليوم هو سبب سيطرة الحوثي على مفاصل الدولة، ويعلم القاصي والداني أن صالح هو من سلمهم الدولة على طبق من ذهب.

 لم تمت كل الرجال يا أستاذ فتحي، فمازال الأبطال يقاتلون في الجبهات، ألم تر نعوشهم الطاهرة تترى؟ ألم تشم رائحة دمائهم الزكية؟ ألم تسمع تكبيراتهم في متارسهم؟ ألم تر اليتامى من أبنائهم؟ ألم تسمع بكاء أمهاتهم؟ فلم يكن صالح كل الرجال، ولكنه كان رجلًا فمات، مازال الرجال كثر، ومات صالح الذي سلم السلاح لأعداء اليمن، فهو لم يكن سيئًا نعم، ولكنه ارتكب خطأ العمر، فأصابه تصرفه ذاك قبل إصابة شعبه، بكت عيوننا على صالح، لأنه كان يمثل رمزية اليمني الصلب، ولكن الرجال مازالت ولم تمت، وستعود الدولة.

 قلتها بقلمك يا أستاذ فتحي، فلقد كره الكثيرون حقبة صالح وصالح، ولكن هذه عادة الإنسان وخاصة العربي أنه يحن إلى الماضي، نعم أخي فتحي، لم يفر صالح، ولكنه قتل، ولم يستطع إكمال مسلسلة في حرب اليمن، نعم مازلنا نبحث عن الدولة التي أضاعها صالح والتي كانت إرث لدولتين تعاقب عليها الكثير من الرؤساء الذين أسسوا بنيانها الذي بنى عليه اليمنيون دولتهم، ولكن صالح أضاعها.

مات صالح وهو في عنفوان مجده وفروسيته، ولكنه مات بعد أن أضاع الدولة، ومازالت الأبطال موجودة ليواصلوا قيادة الدولة، ألم تسمع بهم؟ فالأيام دول فيوم لك ويوم عليك، وأخطر منعطف هو هذا المنعطف، ولكن القيادة الحكيمة بقيادة هادي تحاول اجتيازه بكل مهارة، فعلى رسلك أخي فتحي فأنت في بلاد لو فتشت في كل مكان فيها لوجدت ألف بطل وبطل، وألف فارس وفارس، وألف قائد وقائد، فلا تيأس، وأخبر الجميع ممن يتواصلون معك أن صالحًا قد مات بعدما أعاد اليمن إلى ما قبل الثورة بتسليمه الجمهورية لأحفاد الملكيين.

 أخيرًا أتمنى أن ينشر مقالي هذا على صفحات صحيفتكم الغراء، ودمتم.