في خبر غريب وليس بغريب في هذا الوطن العجيب .. وصل سعر حبة البيضة في عدن ـ العاصمة المؤقتة ـ إلى ( 200 ) ريال .. في مؤشر بيضوي خطير يدل على انهيار خطير ومتسارع في الاقتصاد اليمني ..
أسعار المواد الغذائية وحسب تقرير برنامج الغذاء العالمي قد ارتفعت إلى أكثر من ( 90 % ) عما كانت عليه في بداية العام الذي نحن في آخر شهر منه ..
سعر صرف الريال السعودي تعدى حاجز ( 430 ) ريال مقابل الريال اليمني .. ولا ندري ربما تغير سعر الصرف قبل أو مع أو بعد كتابة هذه الأسطر بثوانٍ قليلة.
مرارة الفقر والجوع ذاقها كل مواطن .. وبتنا لا ندري عمّا نقول أو نكتب في وصف ما وصل إليه الحال .. تجمعت كل مآسي الأرض لتضرب المواطن اليمني المسكين وتصرعه بقوة .. ويسقط في مقتل.
ضربة قاضية مثل التي نراها في المصارعات الحرة .. لا ندري هل ينهض بعدها المهزوم .. أم يبقى ممداً بلا حراك .. الأعين تراقبه في ذهول ..
والحكم الحاكم المتحكم يحسب له ثواني الزمن ليعلن هزيمته ويرفع يد الخصم عالياً ويعلن الفوز.
بالتأكيد تعرفون من الحكم .. وتدركون من هو الخصم الذي يشبعنا ركلاً وضرباً وجرجرة وسحبلةً .. وتعلمون من هو الجمهور المنتشي الذي يكتفي بالمشاهدة والتصفيق وربما أخذته الحماسة ليصيح فرحاً كلما زادنا الخصم ضربة قوية على الفك .. نبلف بعدها بعضاً من الدماء الحمراء المتطايرة.
مصارعة حرة حامية الوطيس وقاسية .. ميدانها وطني الواسع .. لا تحكمها القوانين ولاتحادها الحدود .. ولا يشبع جمهورها المازوشي من ألوان الدم وأصوات الآلام .. لا ندري متى تنتهي المباراة رغم سقوطنا وغيبوبتنا من شدة العناء والألم.
يا للغرابة .. بدأنا بسعر بيضة وانتهى بنا المطاف إلى وطن صريع ممدد لا يسعفه أحد رغم الدماء والفقر والجوع والأنين.
