آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-10:47ص

وداعاً هشام السلامي!

الأحد - 14 نوفمبر 2021 - الساعة 06:29 م

احمد ماهر
بقلم: احمد ماهر
- ارشيف الكاتب


( إذا مت بتكتب عني مقال طويل من مقالاتك وتخلي الناس تدعي لي؟)

هذا آخر محادثة بيني وبين صديقي الشهيد الملازم هشام السلامي أحد ضباط

لواء النقل رحمه الله تعالى.

كان أحد أبطال المقاومة في عدن ودار سعد.

وقائد كتيبة باللواء 15 عمالقة.

عرفته من سنوات طويلة رجل مواقف شهم والابتسامة لا تفارقه ومعروف بالدار

بأخلاقه الطيبة وسمعته الحسنة.

سألته قبل يومين لماذا سلمتم المواقع؟

قال جاءت لنا توجيهات أما نسلم المواقع والجبهات أو سوف يتم قصفنا بالطيران!

وبالأمس جاءت توجيهات بالعودة للجبهات.

دخلت أسأله وقلت له كيف هل سوف تذهب تحارب؟

قال صحيح أن هناك خيانات وبيع ولكن بالأخير هذا أرضنا لأزم ندافع عنها

والمهم إذا مت أكتب عني مقال طويل وخلي الناس تدعي لي.

تقدم الشهيد ومعه أفراده من أبناء دار سعد لمواجهة الحوثي قريب (ميناء

الحمية) ولكن ما الفائدة؟

فعل الحوثي لهم كماشة وقتل الشهيد هشام وتم أسر أفراده وسقط منهم جرحى

ولا حول ولا قوة الا بالله.

دار سعد حزينه على الشهيد وعلى أبنائها الجرحى والأسرى ولكن ماذا نفعل؟

سامحيني يا صديقي.

من الفجر لم استطيع الكتابة عنك.

جف حبر قلمي عن الكتابة.

وأصابعي ترتجف.

وعيناي تدمع كل ما رأيت صورتك أو محادثة بيني وبينك.

كنت رجل شجاع وهكذا الشجعان يذهبون مننا!

مصيبتنا كبيرة برحيلك...

حتى جثة الشهيد لازالت عند الحو ثي ولم يستطيع أحد سحبها!

ألم وقهر لا يصدق.

يقولون لماذا تغضبون من تسليم الساحل هذا تموضع!

نقهر على رحيل الأبطال.

نزعل على بيع الرجال.

نحزن على تسليم الجبهات الذي ضحى من أجلها أشرف الناس وخيرة الرجال.

نام وأرتاح يا صديقي فقد أديت رسالتك..

حاربت بكل قوة حتى نلت الشهادة.

عشت شجاعاً ومت بطلاً.

لن ننساك مهما طال الزمن وسوف تبقى في قلوبنا حي.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ولا نامت أعين الجبناء.

وداعا هشام.

أرجو منكم الدعاء للشهيد.

14 نوفمبر 2021