آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

الأمن مطلب الشعوب... !!

الجمعة - 05 نوفمبر 2021 - الساعة 06:22 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


الأمن هو أن يصبح الإنسان آمنا على نفسه، مطمئنا على عرضه وماله وحريته وكرامته وحقوقه، لا يخاف ظلم ظالم ولا جور جائر، ولا تعدي متهور أو تفاهات متكبر ...
ففي ظل الأمن والأمان تحلو حياة الناس، ويصير الأمن للناس سياحه في بلدانهم،والحياة تكون بها هنيئه،
فالأمن والأمان، هما عماد كل جهد تنموي، وهدف تسعى إليه كل الشعوب بالأمن تبنى الحضارات وتتقدم الأمم وباختلال الأمن تختل العلاقات بين الافراد والجماعات،وحتى بين الدول،وتنتج ارامَّل من النساء، ويُيتّم أطفال،ويصاب بعض الشباب بالاعاقة الدائمة، وتخرج اجيال مشوهه، إذا سُلب الأمن ، يعم الجهل ويشاع الظلم وتسلب الممتلكات، وإذا حلّ الخوف أذيق المجتمع لباس الفقر والجوع، قال الله سبحانه وتعالى: (فأذاقها اللّه لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) .لقد سمى الله الجوع والخوف لباسا لأنه يظهر عليهم من الهزال وشحوبة اللون وسوء الحال ، وبالأمن تزدهر الحياة، ويكون الاقتصاد القوي، وتنمو العلاقات الاجتماعيه بين الناس ويتبادل المعارف و المنافع بين الافراد، وتتوثق الروابط بين مجتمعاتهم، وتزدهر التنميه ويأنس الجميع، ويتبادل الناس كل ماهو مفيد، وتُظهر الناس الافراح والمناسبات بطمأنينة ...  إن الخوف اذا حل بالمجتمع فما قيمة المال اذا وجد؟! 
ان مجتمع يعيش أفراده تحت سياط الخوف والقلق ، مجتمع تكثر فيه الجرائم ويعتدى فيه على الدماء والأموال والأعراض ، مجتمع تغيب في حياته مراكز الامن واصحابها المخلصين، والأخذ على يد الظالم والمعتدي والباغي ، مجتمع لا يجد الضعيف من يأخذ الحق له ولا الظالم من يردعه .. أي شعب هذا ؟ وأي حياة تعيسة وبائسة يعيشها أفراد هذا المجتمع...
لذلك اعتنىت الدول بتشريعات أشد العناية باستتباب الأمن في شعوبها. و شيدة الدول  مراكز متخصصه للامن، وبهذا استقام الامن وسعد الشعب وحكامه، ونعم الوطن بالخيرات، حين ابتعد الحكام عن سبل الفساد الذي يدمر كل جميل.
إن الدول بتوجيهاتها قد حمت المنجزات وحفِظت البلاد، وحافظة على المؤسسات وأمّنت الشعب،الذي تحكمه وبينما نحن مسلمون كان من الاجدر علينا نعيش الامن في حياتنا.
وقد حذر ديننا الإسلامي من ترويع المسلم أخيه المسلم  قال رسول الله- صل الله عليه وسلم : (لا يشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار)...
ان الانظمه في الدول حافظة على الحياة الآمنة للانسان ، واعطته الحق ان يعيش بكرامه، وقد كانت تلك الدول تتنافس ان تكون هي الدوله الافضل في الأمن؛ حتى تجلب الاستثمارات،وتنشط فيها التنميه. والأمن مطلب الشعوب منذُ وجودها على هذه الارض،وحين عدم الأمن ببعض البلدان، وصل الامر ببعض الافراد والجماعات ان تخوض المحيطات وتواجه الخطر من اجل الوصول الى تلك الدول الآمنه،والوصول للأمن،الذي يجعلك تعيش الحياة بمعناها الصحيح.
وقد جعلت تلك الدول ترويع الانسان والاعتداء عليه أو الإنتقاص من حقه من الجرائم التي يجب المحاسبة عليها. 
 وهكذا الحياة الآمنة لاتقوم الاّ  اذا  أوجبت الدوله بتطبيق القوانين
وغلظت في العقوبات ليأمن الخائف ويرتدع الباغي وترد الحقوق لأهلها وتصان الدماء والأموال والأعراض.
لقد جعلت الدول من مقوماتها الاساسيه، الأمن في حياة مجتمعاتها، وان الشعوب لاتسعد اذا لم  يتحقق الأمن لها بالعدل والمساواة أمام القانون  الذي ينظم حياة الناس ..  
فلا أمن بدون عدل، أو مساواة أمام القانون يتساوى بذلك الحاكم والمحكوم  والرجل والمرأة ..و الغني والفقير..  والعامل ورب العمل وإن هذا الأمر من أعظم محاسن الدول.. 
 لقد قال رسول الله  صل الله عليه وسلم في خطابه للناس.[أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها].
وهكذا هو النظام والأمن حين يشعر الجميع ان الظلم ليس له احد يقف معه، هنا يسود العدل  وتحقق امنيات الشعوب،  عندما تحترم الانظمه. كيف يأمن الجميع ويعطى كل صاحب حق حقة؟! الاّ من خلال هذه الصور من صور الحكم الرشيد ... 
كم ضاع افراد وجماعات بسبب غياب الأمن! وحقوق  أهدرت وغيرها من المصالح.
كم من كفاءات غيبت وأهملت! وكم من مظلوم لم يجد من ينصره ويقف إلى جانبه...
إن الأمن الذي تطلبه الشعوب،وتسعى إليه الدول هو ذلك الأمن الذي يشعر الفرد براحته وحريته وكرامته ..
هو ذلك الأمن الذي يدفعه ليقوم بواجباته تجاه شعبه...
هو ذلك الأمن الذي يتنافس فيه البشر على البناء لا على الهدم .. هو ذلك الأمن الذي تحفظ به الحقوق وتؤدى فيه الوجبات.وتسعد  الحياة به وتستقر.