آخر تحديث :الثلاثاء-22 أكتوبر 2024-11:30ص

جثة مجهولة الهوية ..

الثلاثاء - 02 نوفمبر 2021 - الساعة 03:39 م
ضياء سروري

بقلم: ضياء سروري
- ارشيف الكاتب


 

"وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ"
                          صدق الله العظيم 
رحل عن عالمنا وحيداً بعد أن خانته أحلامه وغدرت به الأرض التي عاش سنين عمره في خدمتها .. رحل مهندس الكيمياء ، خريج جامعة هافانا وهو يتسول في شوارع القاهرة  ..

رحل الدكتور عارف غريباً بعد أن حرمه وطنه من وظيفته كمهندس كيمياء عضوية في معامله العسكرية ، وطاردته قوات الأمن بعدها عندما كان ينادي بسلمية في ساحات الحراك ..

رحل جسده بعد أن ترك عدن قبل عشر سنوات ليعيش في القاهرة هربا من وطن ظالم  اوجعه وكسر ظهره  .. 
ورحلت روحه قبل أيام ليترك لنا غصة في القلب تخبرنا وتذكرنا بأن لنا وطن لا يرحم ويجيد قهر أبنائه في الداخل والخارج ..

رحل وجثته  في ثلاجة الموتى منذ شهرين لم يتعرف عليه أحد ..

رحل دون أن يخبرنا هل الحياة كانت أرحم له أم الموت 

رحل وترك لنا أسئلة مخيفة .. مرعبة 
هل رحل عارف وأخذ معه ألم الدنيا وقهر الوطن .. أم أن الوجع باق وقد أصبح أنا أو انت في يوم من الأيام إمتدادا لقصة لم تنته بموت عارف .. قصة أولها مقام عال وآخرها كرسي متحرك يبحث عن قوت يومه في بلاد الغربة  .. 
   
الدكتور عارف رحل عن عالم قبيح أوجعه وترك لنا ما تبقى منه  في ثلاجة موتى عنوانها  "جثة مجهولة الهوية "