آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-06:04م

أنا والحظُّ وعجاج السنين

السبت - 23 أكتوبر 2021 - الساعة 12:15 م

علي ثابت التأمي
بقلم: علي ثابت التأمي
- ارشيف الكاتب


حين يكون الإنسان في مقتبل عمره وأوج شبابه تكون الطاقة الحيوية فيه ملء الأرض والأمل يرتاده من كل ناحية وحين يضع أنامله على مداد كلماته تكون كالغيث الهاطل على أرض خصبة زادها أخضرارا فوق خضرتها.

أما نحن فمداد كلماتنا هو اقتباسات من بقايا الموت، والحظُّ السيء الّذي يرافقنا منذو نعومة أضفارنا فلم نستطع أن نذهب بعيدا في كتابتنا عن الأمل أو نور المستقبل؛ لأننا لم نرى ذلك حقا ولم نعشه حقيقة..
لقد تعايشنا في وطن بحياة بئيسة لم نستطع خلالها من محاكاة المستقبل أو ملامسة ما كانت تهواه النفس من شغف العيش بين جدران المدارس ورواحة الدرس في ربوع الجامعات،
ثم انتقلنا إلى حياة التعاسة في بلد المهجر حيث يقال إنها الهروب من بلد المحن إلى حياة الترف وبناء المستقبل، بعيدا عن ضجيج الحروب..

أمّا أنا فقد حملت هموم الوطن وتقاسمته في زادِ وشربي، وظللت شارد الذهن تعصف بي رياح القدر تارة في هموم الغربة وتارة أخرى إلى حروب الوطن.

قد تكون الكلمات يائسة تعيسة ولكنها واقع العيش وحياة البأس الذي نعيشها، الكلمات هي فضفضة روح بعيدا عن الاسترجاء أو طلب الاستعطاف من أحد.
فقد طالني الانتقاد كثيرا على كتاباتي التي لم أضر فيها أحدا بقدر ما تحدثت فيها على حياة التعاسة والإهمال التي تطال الشرفاء وعلى وجه الخصوص المعلم الّذي هو أساس بناء المجتمع.

كانت كلماتي البسيطة تتحدث عن البسطاء والشرفاء وتخرج النفس من كدر الغربة وهمومها ومع ذلك قمعت ووصفت بالفراغ الذي يتمتع به صاحبها بحيث يجب على المغترب أن يكون تاجرا وإلا لماذا اغترب

أنها الحياة يامعشر البشر فيها الحظوظ وفيها القسمة والنصيب فكفاكم نعيق..
العودة الحتمية إلى النور رغم الظلام الحالك والواقع السيء والرضا بالنصيب رغم ضجيج الإهمال.