من بلاد الإيمان، والبلدة الطيبة، من بلاد العربية السعيدة، من بلاد اليمن الاتحادي رسالة عاجلة إلى صاحب الفخامة رئيس الجمهورية المشير الركن عبدربه منصور هادي أقول له فيها:
فخامة الأخ الرئيس: مازالت بقية من حياة للعسكريين فهم تحت سنابك الفقر منذ ثمانية أشهر ونصف الشهر بالتمام والكمال، وهم بلا رواتب، ولقد ناشدنا وزيري الدفاع والداخلية، ولم نسمع منهما ردًا، وناشدنا رئيس الحكومة لإيجاد حل لرواتب العسكريين، ولم نسمع منه إجابة، لهذا لم أجد حلًا لمشكلة رواتب العسكريين إلا عندكم، وأعلم علم اليقين أنكم تعملون ليل نهار على صرف رواتب العسكريين رغم كل المشاكل والمعوقات.
صاحب الفخامة: بكى الرجال، وحق لهم ذلك، فقد صبروا بما فيه الكفاية، فلن يستطيع أي شعب أن يصبر كصبر شعبك، فراتبه موقف، والأسعار كل يوم في ارتفاع، وأغلقت الأبواب في وجه العسكري الذي لم يجد ما يسد به حاجته وحاجة أولاده.
صاحب الفخامة: إن رأيت أن الصعوبة تكمن في صرف معاشات العسكريين دفعة واحدة، فوجه الحكومة بصرف راتب شهر حاضر ومعه شهر من المتأخرات، فهنا سيلتف حولك الشعب، وسيهتف باسمكم، وسيأكل العسكري وأولاده من خيرات هذا الوطن، وهو معزز مكرم.
صاحب الفخامة: لا يوجد شيء أقسى على الإنسان من رؤيته لأولاده والجوع يضرب أحشاءهم، وهو لا يستطيع أن يوفر لهم شيئًا، ولا يستطيع أن يعمل لهم إلا البكاء، فعندما يبكي الرجال فهذا يدل أنهم قد وصلوا إلى قهر اسمه قهر الرجال، ونعوذ بالله من قهر الرجال.
صاحب الفخامة: اليوم وجهت خطابي لكم شخصيًا لصرف رواتب العسكريين بعد أن عجز الوزراء ورئيسهم في حلحلة رواتب العسكريين، وأعلم أنكم ستوجهون، ولن تستمعوا لمن يقول لكم يجب تنظيف كشوفات الراتب، اصرفوا المعاشات وإذا تحسنت الأوضاع وحان تنظيف الكشوفات، فلتعمل الدولة على سياسة سحب المبالغ ممن أخذها بغير حق كالمزدوجين والوهميين.
صاحب الفخامة: أعلم علم اليقين أنكم تتألمون لما يمر به شعبكم، وأعلم أنكم ستوجهون بصرف معاشات العسكريين، وسيكون الصرف لجميع الأشهر دفعة واحدة، وإن تعذر ذلك فكل شهر سيتم صرف شهرين حتى يتم استيفاء كل المتأخرات.
صاحب الفخامة: اليوم المواد الغذائية ارتفعت بشكل جنوني فراتب الجندي لن يفي إلا بكيس رز مع دبة زيت فقط، فأرجو منكم التوجيه بصرف رواتب العسكريين ليتحصلوا على كيس رز ودبة زيت فقط، وتقبلوا فائق الاحترام.
