آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-10:27م

بعد تدمير الوطن..هل حان الدور للقضاء على المواطن.؟!

الجمعة - 15 أكتوبر 2021 - الساعة 11:44 م

علي عسكر
بقلم: علي عسكر
- ارشيف الكاتب


لقد تطرقت في أكثر من مقال وحذرت من الأنهيار الإقتصادي الوشيك وبالذات  في المقال الذي كان بعنوان أحذروا من الإنهيار الإقتصادي فهو السيناريو المحتمل حيث توقعت بأنه سيكون  السيناريو القادم  وكان هذا المقال منذ حوالي أكثر من عام مضى ..فبعد سيناريو القتل والتدمير والتشريد فحتماً سيكون السيناريو الأخير والأخطر هو ضرب الإقتصاد .. ولكن وآه من كلمة لكن فلاحياة فيمن نناديهم ونخاطبهم..!!
حكومتنا المسماة بحكومة المناصفة  الله لا غفر لها ولا بارك بها  تم تشكيلها على عجالة لذلك ولدت ميته ..حكومة ليس لديها خطط لإنقاذ الوطن والمواطن ولا تمتلك  إجندة خاصة وخارطة طريق لتغير الواقع الأليم والمزري.. فالوزراء مجرد أصنام بليدة محنطة  لا روح فيهم  ولا إحساس إذ لم نسمع وعلى أقل تقدير تصريح يوضح أسباب الفشل  وما هي الصعوبات والعراقيل التي أدت إلى هذا الفشل الذريع..بل حتى لم نعد نسمع عن عقد الإجتماعات الأسبوعية للحكومة والتي يتم فيها  مناقشة أوضاع البلاد والعباد..!!

أعتقد بأن كل ما يهم الوزراء الحاليين بحكومة المناصفة هو إستمرار ضخ المبالغ المالية من بيع النفط وإرسالها على حساب الحكومة في البنك الأهلي السعودي والذي يتم تسخير الجزء الأكبر منه للرئيس وحاشيته بالرياض وكذلك  في صرف مرتبات ونثريات الحكومة  بإنتظام  فياليت  الصواريخ التي أستهدفت المطار أصابتهم جميعاً لكان أرتحنا منهم وإلى الأبد وما كان وصلت الأوضاع إلى ما نحن عليه في ظل وجودهم وصمتهم المريب والمعيب ..!!
تلك الحكومة تم تجميعها بشكل سفري حالها  كحال تشكيل منتخباتنا الوطنية لكرة القدم عند كل مشاركة والنتيجة دائماً صفر على الشمال فالأهم عند القائمين على الكرة من تلك  المشاركات هو الإحتكاك وإكتساب الخبرة ومن كثرة الإحتكاك أصبح لاعبونا مصابون بالقروح الجلدية.. المثير بالأمر أنه  وبالرغم من الهزائم الكارثية لم يصابوا بالحساسية المفرطة بعد كل خسارة ثقيلة.!!

نترك الكرة وأوجاعها الأزلية والمزمنة.. فالكرة باليمن لا تؤكل عيش ونعود لموضوع الساعة وهو الصعود الجنوني للدولار وإنعكاسه السلبي والكبير على الحالة المعيشية للمواطن الغلبان فهذا الإرتفاع أثقل كاهل المواطن وضاعفه بل وزاد من معاناته وبتنا  نشاهد التأثيرات القوية الناجمة عن هذا الإرتفاع المهول والجنوني وغير الطبيعي في سعر الصرف وبدأنا فعلياً  نلتمس ونشعر فيه وبكل شيء  بينما في المقابل نلاحظ الحكومة تمشي بخطى حثيثة وعلى نفس الموال وبنفس أسلوب وطريقة  الرئيس هادي لا أرى..لا أسمع.. لا أتكلم ..!!

ربما سنتغاضى بعض الشيء عن الحرب المتعمدة والرخيصة مع سبق الإصرار والترصد ضد الخدمات  ..وسنغض الطرف عن حالات الفساد المستشري ولكن أن يصل عجزكم التام ومماحكاتكم السخيفة والرعناء  للمساس بقوتنا وقوت أولادنا فلا والف لاااا..!!

إن إستمرار إرتفاع الدولار في كل ثانية ودقيقة وبتلك الصورة غير الطبيعية يؤكد بأنها أعمال شيطانية ومتعمدة من صنع أقذر البشر تستهدف المواطن بشكل واضح ومباشر فمانشاهده من تدهور خطير لكل مقومات الحياة في المحافظات الجنوبية المحررة خير شاهد لصحة كلامي  وبينما الأوضاع تزداد صعوبة وحال المواطن الغلبان في مهب الريح وعلى كف عفريت خليجي شقيق وجار الذي يمارس الإستهبال والغباء لحالنا الذي يصعب على الكافر  إذ نجده مثلاً يدشن مشاريع الإعمار بمحافظة المهرة التي لم تتضرر من الحرب بينما في عدن الأكثر تضرراً يمارس أسلوب  أذن من طين وأذن من عجين..!!

إن أبشع أنواع القهر هو بأن يقتلك من كنت تضع فيه ثقتك الكاملة لإنقاذك من السقوط ..ولكن الأشد إيلاماً بأن تراه يتعمد وبكل خبث إلى إذلالك بل ويتلذذ بمعاناتك وفي المقابل تجد رئيس دولتك وحكومتك صامتون كصمت أهل القبور أمام كل ما يعانية ويكابدة المواطن وكأن الأمر لا يعنيهم فسحقاً لهم ولكل من يدافع عنهم..!!
مما لا شك فيه بأن الأوضاع والأمور في شمال اليمن باتت محسومة لصالح الحوثي الذي يقف منتصب القامة ولوحده بينما الوضع بالجنوب مايزال  ضبابي حيث تتقاذفة إجندات خاصة لبعض الدول ولم يتم حتى الآن الإتفاق النهائي حول كيفية الوضع الذي سيكون عليه الجنوب قبل الشروع في التسوية النهائية لهذه الحرب العبثية ..!!

لذلك عزيزي المواطن 
الصابر عليك بأن تعلم علم اليقين بأن الكل مشارك في إذلالك وتركيعك وتعكير حياتك..الكل مشارك من دون إستثناء لأحد.. 
تحالف عربي وشرعية وإنتقالي وبما في ذلك المجتمع الدولي.. فالمثل يقول السكوت علامة الرضى ومادام الجميع ساكت على معاناتك إذن فالجميع مشارك ويتحمل وزر كل شيء وستظل تعاني لوحدك  أيها المواطن من دون أن يلتفت عليك أحد وستظل أنت الحلقة الأضعف وورقة ضغط إلى أن يتفق  اللأعبون الذين يسيطرون على مفاتيح اللعبة في هذه الحرب من خلال أدواتهم الرخيصة  ووفق الشروط التي تحفظ مصالحهم  فبعد أن  أشتركوا معاً  في تدمير الوطن هاهم الآن مشاركون في القضاء على المواطن..!!