آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-10:23م

الإمارات حليف مخلص

الخميس - 14 أكتوبر 2021 - الساعة 06:17 م
المحامي صالح عبدالله باحتيلي

بقلم: المحامي صالح عبدالله باحتيلي
- ارشيف الكاتب


كان الانحياز القوي من قبل  الامارات الى جانب القضية الجنوبية وشعب الجنوب في تلك الايام العصيبة التي شهدها الجنوب و  منذ اللحظات الاولي لانفجار الصراع في اليمن  مفاجئ جدا للتنظيمات والحركات الجنوبية التي كانت منشغلة  بالصراع البيني  الموروث الذي بدوره كاد او فوت بالفعل  فرصة قد لا يتكرر شبيها لها في السنوات القادمة   ، كان انحياز الامارات القوي الداعم في كل المجالات  كافي لبناء دولة كأمر واقع وكافي لاختصار مرحلة طويلة من الصراع الثوري  لكن ما حدث كان مؤسف ، ما حدث كان قصة طويلة من الهجوم المتبادل الذي تعمد  تشوية صورة الامارات وثبط من عزيمتها واندفاعها ، كان ذلك الهجوم احدا اشكال  الانتقام المتبادل  على كل المستويات وهو ما وضع الاماراتيين في موقف محرج في مواجهة التحالف الدولي المشرف على ادارة ملف اليمن وسيادته .     

اغلب الشارع الجنوبي كان يعلق امال كبيرة على الوجود الاماراتي وكانوا يأملون ايضا ان تكون الامارات راعية لأي شكل من اشكال بناء الدولة  لعدم ثقتهم في التنظيمات والحركات الجنوبية التي توالدت وتوالدت   بسبب الاختلاف على بعض التفاصيل تلك التي ملات الساحة الجنوبية صراخ لا يجدي . ولذلك كان تعاطف الشارع الجنوبي اللا محدود مع الامارات ايجابي محفز ولكن لم يكن كاف ولا يمتلك الادوات  لمواجهة الدعاية والتحريض الصادر عن التنظيمات المناوئة للتواجد الاماراتي او حتي تحصين نفسه  . 

 الامارات قدمت كل اشكال الدعم وهي التي منحت القوة والنفوذ والسيطرة للمجلس الانتقالي، قوة لولاها لما وصل الى هذا المستوى وكانت تؤهله للامساك بزمام الامور والسيطرة التامة كأمر واقع في فترة وجيزة  لكن كانت النتائج غير متوقعة و سلبية في اغلبها بسبب بعض القادة ، نتائج سلبية كانت مادة دسمة للأطراف المناوئة كي تشن هجومها على الامارات والمجلس، سبب بدوره احراج شديد ثم تراجع في الدعم الاماراتي، حتى من كان يقف في المنتصف   قد اساء الظن عندما اختلطت الامور وكانت الانتقادات في اغلبها موجهة للأداء السيئ لقيادات المجلس عندما كانت تستطيع احداث تغيير ايجابي عبر المجلس  ولم تفعل .

 الان المجلس الانتقالي يمر بمرحلة صعبة ينبغي معها  على الجميع عدم التخلي على اقل تقدير عن دور اسناده  ، لان الجنوب في هذا الظرف العصيب في امس الحاجة الى الجميع وعلى جميع الكيانات اسناد المجلس الانتقالي ككيان ثوري ونموذج يمثل حالة افضل من الكيانات الاخرى وقد يحفز الامارات للعودة مجددا وبقوة للدفع بالأمور في الاتجاه الذي يرتضيه شعب الجنوب .