آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-07:23ص

تعطل المواقع الالكترونية.. حرب اقتصادية عالمية

الثلاثاء - 05 أكتوبر 2021 - الساعة 05:01 م

عبدالحكيم الجابري
بقلم: عبدالحكيم الجابري
- ارشيف الكاتب


عادت خدمات التواصل الاجتماعي ومعها باقي المواقع الالكترونية التي تعرضت ابتداء من مساء يوم الاثنين 4 اكتوبر 2021 لحالة تعطل غير مسبوقة، على الرغم من ان العالم شهد في فترات سابقة تعطل لهذه الخدمات ولكن لأوقات وجيزة وفي مساحات جغرافية محدودة، عكس المرة هذه والذي شمل العالم كله تقريبا ولساعات طويلة.

جميع الخبراء والمختصين في المجال الالكتروني، الذين أدلوا بآرائهم في هذه الأزمة الالكترونية الأكبر، كانوا غير متأكدين تماما من الأسباب الحقيقية لتعطل خدمات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، وكانوا يضعون احتمالات عديدة، الا انهم لم يقتربوا من فرضية أن تكون هذه الاعطال متعمدة وبفعل فاعل.

شخصيا أعتقد ان ماحدث من تعطيل للخدمات الالكترونية، وأكرر كلمة تعطيل لأنني أعنيها تماما، هي عملية انتقامية قام بها قطاع أو قطاعات اقتصادية تضررت من أزمة فيروس كورونا، الذي ينظر اليه كثير من المحللين بأنها مشكلة صحية مفتعلة لأهداف اقتصادية، اذ من المعروف ان تفشي وباء فيروس كورونا أضر بالاقتصاد في جميع أنحاء العالم وعطل الكثير من فعالياته، بيد أن إجراءات الإغلاق العام التي أعقبت تفشي المرض لم تكن سيئة للجميع، فقد أسهمت في إزدهار أعمال بعض الشركات خاصة قطاع التجارة الالكترونية، الذي استفاد من أزمة كورونا واجراءات الاغلاق أيما فائدة، وحققت الشركات والمواقع الالكترونية أرباحا فاقت توقعاتها بكثير جدا، فعلى سبيل المثال سجل موقع أمازون الالكتروني 11 ألف دولار في الثانية الواحدة من خدمات الشراء والبيع التي كانت تجري عبره، والقياس نفسه على جميع الشركات الالكترونية بما فيها الالعاب الالكترونية، التي نشطت بشكل كبير وحققت أرباحا كبيرة خلال فترات الاغلاق.بهذا التعطيل للخدمات والمواقع الالكترونية تكون العديد من شركات القطاع التجاري الالكتروني تتكبد خسائر فادحة، وهي بمثابة عملية انتقامية لعل المختصين سيكشفونها قريبا قامت بها شركات من القطاع التجاري غير الالكتروني التي تضررت في وقت سابق جراء تفشي فيروس كورونا، الذي لاي، ال ينظر اليه قطاع واسع بأنها مؤامرة تجارية اشترك فيها ملاك الشركات الالكترونية الكبرى.

أيً كان السبب وراء توقف الخدمات الالكترونية في العالم، فإن هذه الأزمة أكدت مجددا ان الولايات المتحدة الأمريكية، هي الجهاز العصبي والبصري للعالم كله، وان أي خلل في هذين الجهازين يختل توازن العالم وتشل حركته، وتتعرض الحياة في العالم أجمع للخطر على مختلف المستويات.