آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-06:23م

سلسلة "بين العبقرية والجنون شعره" (1) .. عبقرية أم جنون ؟!

الإثنين - 04 أكتوبر 2021 - الساعة 06:39 م

عبدالحكيم الجابري
بقلم: عبدالحكيم الجابري
- ارشيف الكاتب


ليس للعبقرية ملامح خاصة يتسم بها العبقري، الذي قد يبدو في شكله الخارجي شخصا عاديا، وأحيانا ربما تثير بعض تصرفاته الدهشة والاستغراب، دون أن يدرك من يرونه على هذا الحال انه شخص يتمتع بذكاء شديد أو بقدرات علمية وعقلية فذة، وليس أدل على ذلك من تصرفات العالم الكبير ألبرت انشتاين صاحب نظرية النسبية، الذي كان يركز في أبحاثه ومسائله لدرجة الاستغراق الذي كاد ينسيه شؤنه الخاصة.
أحدهم تحدث عن صديق له كان على مستوى عال من التعليم، وحاصل على ثلاث درجات في الدكتوراه، وكان شعلة من الذكاء بحسب وصفه، الا انه كان يعاني من تصرفات غريبة، منها انه كان يتحدث الى نفسه بصوت مرتفع، الى جانب انه كان غالبا رث الملابس غير مبال بمظهره الخارجي، وكان قارئاً نهماً للكتب، فقد كان يقرأ الكتاب من أوله الى آخر سطر فيه.

ان ما يقال عن ذلك الشخص يقع في اطار تصرفات العباقرة وهي أقرب للجنون من العقل، فعباس محمود العقاد كان عبقريا ويسلك بعض السلوكيات التي يمكن أن توضع أمامها علامات استفهام كبيرة.
أيضا المفكر المصري الكبير د. جمال حمدان الذي توفي في ظروف غامضة عام 1993 داخل شقته الصغيرة في منطقة الدقي جنوب العاصمة القاهرة، اذ لم يجدوا في شقته غير كتبه وسرير قديم ومكتب متهالك، وبحسب كتاب مصريون وعرب فان المفكر جمال حمدان كان لايطبخ، ولا يأكل الا من عند البقال، وكان شخصية انعزالية غير اجتماعية، فلا يخرج من بيته ولا يستقبل أحد، حتى انه اذا أراد أحد أن يسأله عن شئ، على السائل أن يضع الأسئلة تحت عتبة الباب، فيجيب عليها ثم يردها بنفس الطريقة التي وصلت اليه.

كانت تلك نماذج لنوعيات من العباقرة الذين اتصفوا بتصرفات غريبة، وسنحاول استعراض نماذج أخرى مع الحديث عن طبيعة العباقرة ومايرمون به من جنون.