آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-07:24م

ثقافة الموت في اليمن

الإثنين - 27 سبتمبر 2021 - الساعة 11:05 ص

معين اللولي
بقلم: معين اللولي
- ارشيف الكاتب


قتلُ الأبرياء والمدنيين، أو قصفهم، أو نهب ممتلكاتهم، هل هو عدالة؟
القتل بداعي الشبهة او العصيان بدون قضاء محايد أليس عدو العدالة؟
حرمان الناس من ممارسة حياتهم أو التنقل في بلدهم أليس أبشع الظلم!
التمييز العنصري او المذهبي او الجهوي.. الاعتقالات والمداهمات بلا اجراءات 
قضائية ومحاكمة محايدة.. أليس هو الظلم والتجبر بعينه؟
من بدهيات الحرب ودوراتهاالتعبوية تثقيف مواليك بثوابت إنسانية قبل كل شي،
الحروب ليست فنونا قتالية فقط او امتلاك قوة وجمهور وولاءات عمياء..
بل ثوابت اخلاقية ومنظومة قيم.. والانتصارات القيمية أعظم من الحربية..
الحروب ان تمتلك قضية عادلة أو مشروعا جامعا لا مفرقاً، تحارب من اجله،
ان لا تمس حقوق البشر، وأهمها حق الحياة..
ان لا تتقطع لآمنين او تعتدي على ابرياء ونساء واطفال وعجزة ولو شتموك،
ولاتقطع شجرة او طريقا او تمنع غذاءً او دواء او معاشا او تموينا يمس حياتهم
أن لا تداهم منزلا او تسجن او تبطش لمجرد الهنجمة..
ان لا تعذِب، ولا تُجْهِز على مستسلم او جريح او اسير او حتى متخابر..
أن تؤمن بأن الذي أمامك هو إنسان قبل ان يكون خصماً.. لاغنيمة حرب!
أن لا تحامي قاتلا او مخطئا ليفلت من العدالة ولو كان فلذة كبدك!
أن لا تعتبر نفسك فوق الناس، بل من الناس، وحاميا لهم..
من يختلف مع مشروعك ليس متهماً او خائنا.. فالله خلق الناس مختلفين..
وأنت لاتهدي حتى من أحببت ولكن الله يهدي...!
كل ماعليك امام المختلف ان تثبت له إنسانيتك فقط، كي لا تنفّر الناس منك..
يسروا ولا تعسروا، وحببوا ولا تنفروا...
واذا دعتك قدرتك لأن تظلم أحداً... فتذكر قدرة الله عليك..
اليوم لديك القوة والسيطرة، وغداً سيصفي الناس حسابهم معك..
تلك ثوابت التعبئة والحروب ايها الفجرة،
ألزموا اتباعكم بها أولاً، وبعدها عبئوا كما شئتم وتطاحنوا الى أن تهلكوا..
ولا تكونوا أنتم والزمن على هذا الشعب المطحون حتى العظم!
اللهم فاشهد!!