آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-12:05ص

التضخم المفرط وعودة ألمانيا

الأحد - 26 سبتمبر 2021 - الساعة 12:33 ص

عبدالله فيصل باصريح
بقلم: عبدالله فيصل باصريح
- ارشيف الكاتب


يحكى أن ألمانيا من أبرز الدول التي حدث فيها (التضخم المفرط)، وذلك بعد الحرب العالمية الأولى بين عامي 1922-1923م. وقد أثار تقلب الأسعار السخرية؛ حيث يطلب الرجل قهوة بسعر معين فتصل إلى الطاولة بسعر آخر مرتفع! وقد أحضر العمال عربات اليد وأكياسًا وحقائب لجمع واستلام أجورهم مقابل العمل، واستخدم الأطفال الأوراق النقدية التي لا قيمة لها ألعابًا، واعتادت أمهاتهم على إستعمالها لتشغيل المواقد والغلايات ولفّ الكعك، حتى إنها استخدمت ورق جدران. 

كانت ألمانيا واثقة إنها سوف تربح الحرب، فقامت باقتراض مبالغ كبيرة، وثم زادة الأمر سوءا وقامت بطباعة أكبر عدد ممكن من العملة الألمانية، وكانت تلك الخطوة بمثابة الضربة القاضية للعملة الألمانية، ونخفضت قيمة العملة بشكل كبير؛ بسبب تكدس الاوراق المطبوعة في السوق، وكانت ألمانيا كلما احتاجت إلى كمية من النقود قاموا بطباعة كمية جديدة من العملة، ومن تلك الاحتياجات مثل مصاريف رواتب الموظفين. كانت تلك العقليات في تلك الفترة عقليات محارب، وكان الألمان لا ينظرون إلى العالم إلا من أفواه البنادق. كانوا يظنون أن الإنتصار بالبندقية فقط، ولا يؤمنون إلا بالبندقية. وعلينا أن نعلم أن البندقية ليس الطريق الوحيد للنصر أحياناً. 

ولأن المستحيل لم يوجد في قاموس الألمان. وصحيح أنهم انهزموا وسط المعركة وانهزموا اقتصاديًا، لكنهم لملموا جراحهم وكانوا صادقين مع وطنهم ومحبين له. عرفوا أن العودة يجب أن تكون بهم وعليهم أن يعتمدوا على أنفسهم وأن يثبتوا حبهم لبلادهم، وليس هي مجرد كلمات يتغنون بها. المسؤولين والشعب يد بيد حتى أوصلوا ألمانيا إلى بر الأمان، واتخذ المسؤولين معالجات إقتصادية صحيحة وسليمة بعد الصفعات التي وجهتها لهم الحرب. ويقال الضربة التي لا تقتلني تقويني. والشيء بالشيء يذكر، هل صفعات التضخم وارتفاع الأسعار سوف تصحي حكومتنا النائمة.