آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

مابين نكبة 21 سبتمبر و ثورة 26 سبتمبر

الجمعة - 24 سبتمبر 2021 - الساعة 09:42 م

معتز العلقمي
بقلم: معتز العلقمي
- ارشيف الكاتب


تدور رحى الأيام، والسنين، وتستعيد ذاكرة من ماضي الأمة، وشيئًا من حاضرها؛ لترسم شيئًا مما فقد، ومما نحن فيه، وما نأمل أن نروم إليه في واقعنا المعاش، والملطخ بشيء من الدم، والسواد الجاثم على على عقولنا، وعلى أيامنا بشكل عام .


قبل قرابة ستون عامًا كان اليمنيون الأحرار على موعد مع ثورة عظيمة نبعت في أجزاء الوطن كله، وسارت تلتهم الظلام القاتم، والملبد على عقول اليمنين، وعلى أجسادهم، الظلام الذي استمر لسنوات يطحن أجسادهم، ويفتها فتًا، ويحجر عقولهم، ويسعى لبناء مجده على أقواتهم، وصنائع جهودهم، وما يألونه من جهود تؤتى في مهب الإمامة، وجلاديها؛ حتى اجتثت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962 تلك العنجهية، وذلك الظُلم، والورم الخبيث .

لترى اليمن النور الساطع لأيامها الجديدة، وحياتها الجديدة المنطلقة من كوابيت السواد القاتم، وسلاسل السجون، وقطيع الشعب؛ إلى أنوار العلم، والبناء، وسلاسل العلماء، والمتعلمين وصولًا إلى يمن كما كان يعرف في الماضي التليد .


ثورة السادس والعشرين من سبتمبر العظيمة ثقبت في ليال الغدر، والخيانة، والتي قادتها أنظمة الحقد، والخيانة، وعبيد السلطة، وكرسي الحكم؛ يوم غُزيت سراديب صنعاء في قطع من الليل ليدخل الثعبان الماكر في جحره في مران صعدة معيدًا مجد جده الإمام أحمد حميد الدين، ويعيد جذور الفساد، والإفساد في الواحد والعشرين من سبتمبر عام 2014 .

 

اليوم في عام 2021 في التزامن مع ذكرى ثورة 26 سبتمبر، ومع ذكرى يوم النكبة 21 سبتمبر التي لازال اليمنيين يذيقون ويلاتها، ويدفعون ضريبتها من أرواحهم؛ في هذه الذكرى الأليمة، والذكرى الجميلة لثورة 26 سبتمبر لازال الأحرار من أبناء اليمن يخوضون المعارك، والحرب مع هذه المليشيات في مأرب، وشبوة، وغيرها باعثين رسالة سلام أن سبتمبرالعظيم الذي عرفناه لن يزول، وأن نظام الإفساد غير دائم؛ فيما لازالت تلك المليشيات تُعيد ملامح ثورتها، وقبحها مجددًا في شتى جبهات الجمهورية اليمنية، معلنة مدى همجيتها، وقبحها الذي توقعه في ذكرى نكبتها اليوم .


فيما يتمنى اليمنيون اليوم استعادة ذكرى السادس والعشرين من سبتمبر في شتى حقوقهم، وضرورياتهم، باعثين للحكومة الشرعية رسالة معبرة عن مدى استعادة ثورة سبتمبر المجيدة، عن مبدئها، وأهدافها لا عن سوى ذكرى جميلة .


فإن كانت المليشيات تبعث في  الواحد والعشرين من سبتمبر اليوم الأسود لليمنيين ذكرى ثورة للمليشيات الحوثية، وتتوج ثورتها بالهجوم المستمر على المدن اليمنية، وشن القصف العشوائي، وزيادة همجيتها اليمنيين؛ نتمنى أن تعيد تلك الضريبة الحكومة الشرعية ضريبة المهانة، وإعادة مركزية السادس والعشرين من سبتمبر في ذاكرة اليمنيون ومجابهة هذه المليشيات الباغية، ودحر كل أفكارها، واستعادة الوطن الأليم .

فيما ستظل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ثورة الأحرار في الشمال، والجنوب، ولن يتخلى عنها اليمنيون مهما اُنتزعت منهم أحلامهم، وطمست حقوقهم، ودفنتها رحى الحرب؛ فالنضال مستمر ضد كل الفاسدين، والإماميين أينما حلوا، وأينما حطوا الرحال .
وسيأتي الصباح المبين .