آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-05:42م

تزامن حالة الطوارئ والاحتجاجات الشعبية والغزو الحوثي الجديد لاستقبال المبعوث الأممي

الخميس - 16 سبتمبر 2021 - الساعة 08:47 م

عمر سعيد محمد بالبحيث
بقلم: عمر سعيد محمد بالبحيث
- ارشيف الكاتب


عندما تزيد درجات التهديد والخطر عن حدها وتمس حياة المواطن والوطن وفي ظل ضعف الدولة وغياب الحكومة، يلجأ قائد الجهة الأقوى محليا والمسيطرة على الأرض أمنيا وعسكريا إلى إعلان حالة الطوارئ حفاظا على المكاسب والإنجازات والانتصارات متحملا مسئولية الدفاع عن حدود الوطن من أي غزو خارجي حوثي وقوى الإرهاب والتطرف، وحماية الأمن الداخلي من العابثين والمخربين وذلك بواسطة التعبئة العامة. وعلى إثر إعلان حالة الطوارئ يجري تغيير وتحديث شكل ومضامين نظام الدولة وبناء مؤسساتها الحكومية والعمل على تطبيع الحياة المدنية والتحول التدريجي للممارسة السياسية والديمقراطية، وسن قانون للطوارئ.

على هذا الأساس انطلق خطاب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية عيدروس قاسم الزبيدي الهام والتاريخي، الذي ألقاه يوم أمس الأربعاء 15سبتمبر2021م من قلب العاصمة عدن على جماهير شعب الجنوب العظيم ومغاوير القوات الجنوبية البطلة الباسلة، معلنا حالة الطوارئ على امتداد كافة محافظات الجنوب. دعا فيه كافة أبناء شعب الجنوب ومقاومتهم الجنوبية إلى التعبئة العامة وما تتطلبه وما يترتب عنها، وفي المقام الأول دعم الاحتجاجات السلمية ورفد الجبهات القتالية على حدود الوطن الجنوبي بالمقاتلين الجنوبيين وسحب قواتنا من أي جبهة خارج حدود الجنوب، سواء تلك المتواجدة في الساحل الغربي والجوف وغيرهما من مناطق الشمال. مهيبا بالقوى الحية في الشمال والمقاومة الوطنية الشمالية القيام بمسئولياتهم الموكلة إليهم لمواجهة الحوثيين في مناطقهم. وبعدما يضطلعوا بدورهم ويؤمنوا مستقبلهم وسلامة شعبهم فإن القائد عيدروس والمجلس الانتقالي الجنوبي ومن بعدهم شعب الجنوب سيقفون إلى جانبهم بكل السبل والوسائل المتاحة.

مشددا على التحالف العربي استكمال دورهم العروبي في محاربة الحوثيين أحد أذرع إيران القوية والطويلة في اليمن. مذكرا إياهم بتحمل مسئوليتهم تجاه الدفاع عن الأمن القومي للمنطقة بصدق وجد كود واجتهاد. وبما أن الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي حليف في التحالف العربي فإن الرئيس القائد عيدروس يشدد على تصحيح مسار معركتنا، عسكريا بسحب القوات الشمالية التي غزت الجنوب قبيل وبعد التوقيع على اتفاق الرياض والتي تمركزت في شقرة وشبوة وحضرموت والمهرة وإعادتها إلى الشمال لمواجهة الحوثيين. وقف الانحياز الكلي لوزراء النصف الشمالي ودعم هيئاتهم في حكومة المناصفة من دون النصف الجنوبي والتمييز في تحقيق متطلبات تسيير الأعمال بين أعضاء الحكومة والتمييز بين اهتماماتهم، وإيقاف الدعم المعنوي والمادي لحزب الإصلاح اليمني الإخواني الخاطف للشرعية في حين إنه مصنف جماعة إرهابية، الحزب الذي من خلال قواته تجد مليشيات الحوثي ثغرات لشن غزواتها على الجنوب وعبره تتمدد قوى الإرهاب والتطرف. وإعلاميا إيقاف إشعال الفتن بين الجنوبيين ومكوناتهم وقواهم السياسية إعلاميين في صحف رسمية سعودية وخليجية وقنوات فضائية إخبارية سعودية وخليجية وإلزامها أن تتبين عن الجنوب إذا جاء فاسق بنبأ كي لا تسيء للجنوب بجهالة. لأن شعار ما يجري في الجنوب اليوم يختلف كليا عما يجري في الشمال ولا يمكن ضمه وإلحاقه باليمن، فلتنقل حقيقة ما يجري وتقول خيرا أو تصمت.

ولهذا رأينا الرئيس القائد عيدروس يلقي خطابه الهام براية وعلم الجنوب وراية المجلس الانتقالي الجنوبي فقط هذه المرة من دون أعلام دول التحالف العربي وذلك لأهمية ما تضمنه الخطاب في رسالة واضحة على أهمية رفع العلم الجنوبي في كل الاحتجاجات والفعاليات كونه علم وطني لكافة أفراد وفئات المجتمع الجنوبي. مشددا على الأطر القيادية للمجلس الانتقالي الجنوبي بكل مستوياتها، وقيادة السلطة المحلية في كافة محافظات الجنوب حشد الجهود والطاقات لتوفير احتياجات المواطنين وتأمين الخدمات لهم وحماية حياتهم. ودعم الاحتجاجات السلمية دون حرف مسارها والحفاظ سلامة المحتجين. وخاصة أن المبعوث الأممي هانس غروندبرغ يتأهب لزيارة عدن وبقية محافظات الجنوب التي تشهد احتجاجات شعبية وذلك لكي يطلع على همومهم ومطالبهم السياسية والحقوقية. الأمر الذي يدفع الشماليين بشكل عام حوثيين وإصلاحيين ومؤتمريين وشرعية يكثفوا من سعيهم لفرض واقع مغاير غير جنوبي في الجنوب. وخاصة بعدما أعلن المبعوث الأممي ضرورة إشراك الجنوبيين في المفاوضات القادمة وصرح بأن لا حل دائم في اليمن بدون حل قضية الجنوب. إضافة إلى التقرير السنوي الجديد لخبراء مجلس حقوق الإنسان عن الأوضاع في اليمن والذي عارضه ورفضه النصف الشمالي في حكومة المناصفة.