آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-04:54م

ما أفجع العيش في بيئة أكثر غرابة

الإثنين - 02 أغسطس 2021 - الساعة 03:24 م

انور ثابت بن عبدان
بقلم: انور ثابت بن عبدان
- ارشيف الكاتب


سنظل نتجرع مرارة الكأس لكي نعيش قساوة التجربة  ولن نرى للسعادة مكانا مهما تقدم بنا العمر  فلا حياة مثالية القوام لكل هذه المتاعب ولا حياة خالية من الغيوم السوداء لكل هذا الظلم والفساد  دون أن نخضع لإختبارات الحياة النفسية والمادية بقوة الطغيان وعنفوان البشر المتوحش  اذ يجب أن نتألم حتى النهاية لانه لا متسع للراحة .

الكل يترقبون لأخطائك ؛ لإنكساراتك ، لضعفك  لعجزك  لجهلك  لا رحمة ولا شفقة ولا أدنى مستوى للتعامل برفق وأنسانية في قاموس البشر  اذ تسقط في التعامل كل مثاليات الإنسانية المغطرسة  وتنتصر المادة العوجاء الهالكة ، ولكي تعيش حياة هادئة ومستقرة  فما عليك إلا أن تدفع مقابل عفويتك البسيطة  ثمن كرامتك وإنسانيتك الغير متداولة ، وأنت بين خيارين .

إما أن تخضع وتستسلم لكل ما يريدونه منك ، 
أو تهاجم فتصبح في أعينهم مجرد كائن متمرد لا يصلح العيش معه  .

أصبحنا وحيدين نعاني من صراعات بداخلنا لا تهدأ ولا يستقر لها حال  وبين صراعات خارجنا لا ترحم ولا ترفق ، نصارع بهما مرارة العيش الصعب  ونتجرع فيهما سم الحياة  لا يهتم لنا اي أحد ، ولا ينظر لنا اي قريب ، تركوا أثرا كبيرا بأرواحنا لا يمتحي  وجرحا ينزف ألما لا يندمل ؛ لا تطيب جراحاته ولا تخف أوجاعه مهما مرت به الأيام والسنين .

ألا كفى عبثا بنا وبطيبة قلوبنا ؛ فما تجرعناه اقضى بنا إلى الهدم وللانهيار والضياع .