آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

متى تخلع الدبلوماسية اليمنية عباءة "ج .ع .ي" ؟

الخميس - 08 يوليه 2021 - الساعة 01:47 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


ليس من المستغرب التدفق غير المسبوق  للتصريحات  المتناقضة لـــ " الدبلوماسيين  القبليين و الهواة " ، التي تقود الى السير في الاتجاه الخاطئ ، اولاً بشأن  قضايا الدولة ، وثانياً بشأن القضية الجنوبية ،  فهؤلاء " الكم الدبلوماسي "  لا يفرقون بين الدبلوماسية  التقليدية و  العامة ، وتصريحاتهم   دائما ما تبرز تحيز غير وطني  ، بسبب اصرار بعض من هؤلاء " الكم غير الكفاءات " على تماهي  كلماتهم وافكارهم  مع شكل دبلوماسية " الجمهورية العربية اليمنية " ولكن  باسم  الجمهورية اليمنية  .

 

قلة الوعي لدى بعض العاملين في  الدبلوماسية اليمنية تظهر في تصريحاتهم الشطرية  الغير متوازنة  والخطرة ، تضاف الى تصريحات السنوات الأخيرة ، التي ساهمت في تدمير جميع آليات "الأمان" الاجتماعية والسياسية  التي أنشئت  على مدى عقود في الجنوب والشمال  الوحدة وبعدها  ، مما جعل من غير الممكن  في حالة حدوث أزمات جديدة  منعها من التصعيد  والتحول إلى صدام عسكري مباشر ، والآن هناك عدد أقل  من هذه الآليات ، والمزيد من حالات الصراع.

 

غالبية الدبلوماسيين اليمنيين محصورون  بعقيدة العداء والتحريض  ضد الجنوب و كياناته السياسية  ، وكأنه من ثوابت السياسة الخارجية للبلد ، فوزير الخارجية اليمني  بن مبارك اعترف بأن العلاقة مع المجلس الانتقالي الجنوبي تنطوي على تعقيدات ، وأسلافه ايضا كانت لهم تعقيدات مع  المجلس ومع  الحراك الجنوبي والقضية الجنوبية  ، اما عفاش والاصلاح والحوثي   فلديهم تعقيدات مع  الجنوب وشعبه ، والحقيقة ان كل هذه العقد هي من صنعهم وهي من ادخلت اليمن في حالة حرب مستمرة عسكرية ونفسية و إعلامية و أيديولوجية  .

 

قبل اكثر من ربع قرن من الزمان تغير شكل دولة الوحدة و العلاقات الاجتماعية و الظروف الاقتصادية  لحياتنا بأكملها  نحو الأسوأ ، والان هذه التغيرات تمنحنا  الحق في إعادة النظر في علاقاتنا من جميع النواحي  من أجل تقييم التغييرات في الداخل الوطني  وابعادها الاستراتيجية  ، لان في هذا البلد الوحدة تم وأدها بأيادي  قبائل الهضبة  بعد اجتياح الجنوب في  1994 و تحول الحلم يوما بعد يوم إلى كابوس .

 

على الخارجية اليمنية ان تدرس الكثير من موظفيها  التاريخ الوطني  المؤلم والمظلم  ومفهوم العلاقات الدولية ، و ان الدبلوماسية  هي ممارسة رسمية + شعبية ، أي " تقليدية " التي يقوم بها الممثلين الرسميين للدولة وفقاً للقواعد القانونية الدولية في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية  المعتمدة في عام 1961، و" عامة "  وهو مفهوم يطلق عليه بــــ "الدبلوماسية بين البشر " لطابعها غير الرسمي ، لان  الذي يصنع الدبلوماسية العامة هو كل شيء  من المؤسسات الحكومية والدولية  والمجالس الثقافية والجامعات الحكومية والخاصة ، حتى مطاعم عصام غريري ومخابز الشيباني وماكدونالدز وفرق كرة القدم ونجوم السينما وفيسبوك، وكل مواطن عادي خارج وطنه .