آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-04:46ص

بيحان والدولة العميقة

الأربعاء - 16 يونيو 2021 - الساعة 11:35 م

محمد أبوبكر شوبان
بقلم: محمد أبوبكر شوبان
- ارشيف الكاتب


كتبت في ما مضى من الزمن وأظن ذلك في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين تحت عنوان:  ديوان الشيخ وكيفية انسجامه مع الدولة المدنية وكان القراء الأفاضل بين مؤيد ومعارض كون ملخص ما قلته: أنه لا يمكن. أن تجتمع دولة ونظام وقانون مع أعراف وعادات وتقاليد نبعت من مصادر  لا تمت إلى الدين و المدنية بصلة .. واليوم وقد كدنا نتجاوز مرحلة حدث فيها تغييرات ديمغرافية وجيو سياسية كانت نتيجة لما قيل عنها انها ثورات وإن كانت ناقصة نجد أنفسنا في المربع الاول نفسه بل ربما ازداد الطين بلة  إذ لا تزال عباءة الظلم والتهميش والاقصاء والعصبية الجاهلية نفسها يندثر بها المشهد السياسي والاجتماعي  ولا تزال الدولة العميقة مخالبها راسخة في مفاصل السلطة  للأسف .. وما حدث بالأمس وصباح اليوم من تبادل  لإطلاق النار بين طرفي نزاع في قلب مديرية بيحان شيئا لا يقبله العقل ولا تقره القيم حيث استخدمت معظم أنواع الأسلحة على مرأى ومسمع من الجميع اقلقت فيه السكينة العامة لساعات طويلة  ولم يحرك أحد ساكنا من المعنيين وذوي الاختصاص .. كنت اتمنى من قيادة السلطة المحلية وعلى رأسها الأمن وقيادته وكافة فصائله أن يكون لهم دور قوي يأخذ بيد المظلوم ويردع الظالم أي كان ومن أي فئة كان إذ لا يزال من  يتذكر أن هناك أشخاص أخذوا الى مقر إدارة الأمن بتهمة إطلاق الأعيرة النارية أما لعبا وابتهاجا أو عبثا وعنجهية  والكل رفع للأمن وقيادته القبعة احتراما على هكذا إجراء وتمنى الجميع أن يطبق النظام على الجميع دون تحيز  .. 

أما اليوم فأجزم أن سلطة ديوان الشيخ هي السائدة وهي من تقرر وتقدم وتؤخر وتعطي توجيهاتها الموقرة إما علنا أو خفية وهذا ما يلمسه ويشاهده ويشعر به من كان له عقل أو ألقى السمع وهو شهيد .. صدقوني أنني قررت أن أتوقف عن الكتابة وأن لا  اسمع صوتي احدا لأسباب خاصة لكن بلغ السيل الربا وبلغت النفوس  الحناجر وهنا كان لزاما أن أتكلم فالساكت عن الحق شيطان أخرس  فكتبت  بعد فترة انقطاع لأوجه رسالتي الى من يهمهم الأمر ويهمهم أمن بيحان وسلامة أبنائها والحفاظ على نسيجها  الاجتماعي اول أسطرها:  انتبهوا فهناك اياد في الخفاء ٱثمة لا تريد بكم خيرا ابدا تحمل الحقد والبغضاء وتنفث سمومها لتقتل روح الحياة في أوساطكم   .. 

ثانيها: اتقوا دعوة المظلوم فالبعض لا ينزع إلى العنف ليس ضعفا كما يعتقده أصحاب النفوس المريضة  والأفئدة الضالة ولكنه يطرق أبواب العدالة الألاهية في السماء .. 

ثالثها وختامها: اعلموا يقينا  أن الناس سواسية أمام  القانون وكلهم لٱدم وٱدم من تراب وأكرمهم عند الله اتقاهم فإذا أردتم الخروج من النفق المظلم  عليكم أولا أن تقرروا الخروج من عباءة الأعراف الجاهلية المتخلفة التي لا تمت إلى الإسلام بصلة وعليكم أن تنظروا إلى الكل من مسافة واحدة بعيدا عن النظرات القاصرة حتى تكونوا أحرارا في أرأئكم شامخين في قراراتكم .. ما لم فإنكم لن تجدوا إلا من يعض أصابع   الندم على موقفه ووقوفه في الصف الذي ظن خطأ أنه المكان الصحيح واعتقد  أن الوضع قد يتغير وأن الماضي الأليم الذي عاشه قد كان لحظات مضت وولت  ولن تعود فإذا به يجد أن شيئا من ذلك لما يحدث بعد وأنه لا تزال مفاصل السلطة مليئة بنتن الفساد ووبال المستكبرين وأن المشهد وسيناريو الأحداث تكتبه الدولة العميقة والتي لا تزال تفعل فعلها وتمكن للظالم وتدحر المظلوم وتأخذ على يد الضعيف وتعين عليه القوي .. للأسف كنت أتمنى أن أكتب عن انجازات الدولة لكني لم أجد إلا سلطة أوهن من بيت العنكبوت أما الدولة  لازالت في زمن التيه وبحاجة إلى سنوات حتى نجد شبه الدولة المنشودة التي يقف الجميع في كتفها .