آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-01:52ص


حقيقة ما يجري في تعز!

الثلاثاء - 15 يونيو 2021 - الساعة 12:00 ص

فيصل الصفواني
بقلم: فيصل الصفواني
- ارشيف الكاتب


تتكالب الأحداث المعوقة لحياة السكان المعيشية في مدينة تعز وتتزايد حدتها يوما بعد يوم، ومعها تتداخل العوامل المربكة للإصلاحات المالية والإدارية بشكل ممنهج.

فأكوام القمامة تتكدس في الجولات ومياه الصرف الصحي الطافحة لا يكاد يخلو منها شارع ، والكهرباء تنطفي بالليلة خمس مرات على أقل تقدير، والأوضاع الصحية في منتهى التردي .

إذ تلاحظ أن كثير من المارة في الشوارع مركبين على أيديهم "كنيو لات طبية " وغالبيتهم من النساء والأطفال بسبب الحميات المنتشرة والالتهابات المختلفة.

وفيروس"كوفيد19" هو الاخر يسجل اعلى نسبة إصابة واعلى نسبة وفيات له في مدينة تعز على مستوى الجمهورية اليمنية.

ومدراء المكاتب الرسمية لا يقدمون للمواطنين والتجار غير الاعاقات ولا يفرضون عليهم غير الإجراءات الجبائية المستمرة، ولا ينتجون في مواقع المسئولية غير الفشل الذريع، وكأني بهم يريدون ان يقنعوا الناس ان حكومة الشرعية ليست اهلا لإدارة البلاد وان كل المكاتب التابعة لها لا تنتج غير الإخفاق والفشل الإداري والمالي بكلما تحمله الكلمة من معنى .

أما جهابذة السلطة المحلية (المحافظ ووكلائه) يوظفون كل مهامهم الرسمية في سباقهم  المحموم على كسب النفوذ ويتصارعون على الموارد الجبائية التي توردها بعض المكاتب الحكومية، وكلا منهم يحيط نفسه بشبكة من المنتفعين الذين يمثلون عصبته المناطقية واليهم يوكل وترويج الأباطيل ضد الطرف الآخر على أساس مناطقي واخر حزبي وكل طرف يمتلك شبكة إعلامية مهمتها خلط الأوراق وتبادل التهم والنفخ في كير الصراعات المناطقية والثارات الحزبية  التي لاتمت للواقع الاجتماعي بصلة.

وعندما تسال قيادي مؤتمري عما يجري في تعز، فتجده يندفع بالرد بدون أي تفكير ليلقي باللائمة على حزب الإصلاح، وإذا سألت إصلاحي يرد عليك أن الكائنات العفاشية هي سبب كل التخريب الذي تشهده المحافظة، اما اذا جمعتهم الصدفة في جلسة مقيل مع واحد من بقايا القوميين المعتقلين ووجهت إليه السؤال نفسه فستجده على الفور يشير بأصابع الاتهام إلى خارج الحدود كما هي عادتهم .

المهم ان المتابع المحايد سيخلص إلى أن الخطاب الذي يحاول اثارات صراع مناطقي لا يعبر بأي حال من الأحوال عن وجود صراع مناطقي حقيقي على السطح العام في تعز ، بقدر ما هو ستار بدائي يستحضرهُ جهابذة الفساد والجباية ليستمروا في ممارستهم الخارجة عن القانون والمناهضة للمصلحة العامة لأبناء محافظة تعز من كل المناطق والأحزاب على حد سوء .

المحزن في الأمر أن المتصارعين في تعز، رغم اختلاف مشاربهم الحزبية ومتحدراتهم المناطقية الا ان كلا منهم يحمل بيديه معاول الهدم، وتنتهج سياسة الهدم والتدمير مع سبق الإصرار والترصد.

وهناك امر اخر هو في غاية الخطورة أنهم يستهدفون ضحاياهم من عامة المواطنين وصغار التجار بخطابهم التعبوي المحرض على الصراع المناطقي والثارات الحزبية فيعبئون نفسيات المواطنين بالكره ضد بعضهم البعض ،في حين ان هؤلاء المحرضين  غالبا ما يجمعهم جلسة مقيل واحدة !